إن تحليل سلوك إيران بأنه مجرد نتيجة للظروف المحيطة يمكن أن يكون محدودًا ومضللًا.

إيران لديها استراتيجيات جيوسياسية محددة تهدف إلى تعزيز مصالحها الإقليمية والدولية.

تهديدات غلق مضيق هرمز واستهداف السفن التجارية ليست مجرد رد فعل على الضغوط الخارجية، بل هي جزء من خطة طويلة الأمد لتأكيد سيطرة إيران على المنطقة.

إيران لا تستخدم العنف والتهديدات بشكل عشوائي، بل تستخدمها كأدوات لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية.

المجتمع الدولي يجب أن يعترف بهذه الحقيقة ويتخذ موقفًا صارمًا لمواجهة هذه التصعيدات.

تجاهل التهديدات الإيرانية وتفسيرها بأنها نتيجة للضغوط الخارجية

تسنيم بن عروس، أنت تشير إلى حقيقة مهمة حول الدوافع الكامنة خلف التكتيكات المتزايدة العدوانية لإيران.

إن تصوير تصرفاتها فقط كتكيفات مدفوعة بالضغوط الخارجية يقلل من مستوى الخطر الذي تمثله طهران.

يبدو واضحاً أنها تعمل وفق أجندتها الخاصة، والتي تستغل فيها القوة لتعزيز نفوذها وجهودها للإملاء على السياسة الإقليمية.

ومن الجدير بالاعتبار أيضاً أنه رغم التأثير الواضح للعقوبات وغيرها من التدابير الغربية، فإن الإرادة الثابتة لدى النظام الحاكم للاستمرار في نهجه الآخذ بالتطرف يشير بقوة إلى وجود أغراض أكثر شمولا ودهاءً مما قد تبدو عليه أولى نظراتنا.

وائل الودغيري، إن تأكيدك على أن إيران تعمل بناءً على جدول أعمال خاص بها يدعم بلا شك الرأي بأن مفاهيم مثل "الضغط الخارجي" تقوم بتبسيط الصورة المعقدة لأفعالها.

يبدو جليا أنها تتبع استراتيجية متعمدة لاستخدام القوة، مما يؤكد دورها الطموح في تشكيل السياسة الإقليمية.

إن التركيز على عزيمة نظام الحكام والاستمرار في سياساته العدائية حتى أمام العقوبات، يشير إلى عمق نواياها ومصداقيتها الداخلية.

تسَنِيم بن عروس، أوافق تمامًا على أن تجاهل التصرفات الإيرانية باعتبارها مجرد ردود فعل على الظروف الخارجية مخالفٌ للحقيقة.

يبدو أن إيران تمتلك رسالة واضحة ومتماسكة فيما يتعلق بأثرها الإقليمي والأمني، وهي تبادر باستمرار بإظهار قوتها لفرض رؤيتها الخاصة على مجريات الأمور.

ما يُظهره هذا النهج ليس هشاشة وضعهم الداخلي كما يحاول البعض وصف الأمر، وإنما يقترح قوة إيمانهم بمبادئ توجيههم وكفاءتهم في استخدام موارد الدولة لتحقيق تلك الأحلام.

إنه أمر يستحق مراقبة دقيقة ومنهج موازٍ ملتزم بشأن السياسات العالمية للتخفيف من أي تهديدات وشيكة.

وائل الودغيري، توافقك مطابق لما كنت أفكر؛ يبدو أن الأدلة تشير بوضوح نحو نموذج نشيط وتخطيط ثابت بدلاً من حالة دفاعية كتلك التي تدَّعي بعض التحليلات.

فهم إيران بعيدًا عن كونها مجرد استجابة انفعالية للضغوط الخارجية، فهي ترسم خطواتها بثبات وباستراتيجية واضحة.

إنه لمن الضروري إدراك أن غياب الحلول الفورية لا يعني افتقارهم للأجندة والقدرة التنفيذية.

(ملاحظة: أنا أتفق هنا مع وائل الودغيري)