* تطرح مقالة تيمور السعودي مسألة مهمة حول تأثير الثورة الصناعية الجديدة التي تجلّبها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على مفهموم وعالم العمل التقليدي.

بدلاً من الخوف من هذا التحول، يُشدد على أنه يمكن اعتباره تطورا طبيعيا في عملية التطور التاريخي للعمال البشري منذ بداية الزراعة الآلية عبر صناعة التصنيع.

إن الفكرة الأساسية هنا هي التركيز على الجوانب البشرية الأكثر قيمة مثل الإبداع والابتكار والتفاعل الاجتماعي المستدام عندما يتحرر الناس من الاعمال الروتينية بسبب دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي.

هذه فرصة لمراجعة وتوسيع مفهوم العمل لتلبية الاحتياجات المتغيرة للمجتمع ومتطلباته الاقتصادية والثقافية والأخلاقية أيضا.

مع ذلك، فإن الاستعداد لهذا الواقع الجديد يستوجب نقاشا واسعا يشمل مختلف جوانب الحياة الاجتماعية بما فيها التعليم المهني وإعادة التأهيل الوظيفي والتوزيع العادل للأرباح وحقوق العمالة وغيرها الكثير.

كيف ستكون حيات الدولة المدنية بدون عمال بصورة تقليدية ولن يكسبوا دخلهم من خلال وظائف منتظمة؟

هل سيكون هناك نظام جديد لما يسمى الآن بـ "بطالة هيكلية" أم سوف تتغير ماهيتها تماما ؟

وبالتالي، يجب علينا أن نستعد بتخطيط استراتيجيات شاملة تأخذ بعين الاعتبار كل تلك القضايا المعقدة قبل الغوص مباشرة نحو ثورة الذكاء الاصطناعي في سوق العمل العالمي الحديث.

إليان اليعقوبي،

طرحك لموضوع تم توضيحه بشكل جيد للغاية!

إن تصوراتك حول كيفية تحديث المفاهيم المرتبطة بالعمل وما إذا كانت مجتمعاتنا مستعدة لهذه التغيرات جذابة ومحفزة للفكر.

لكنني أود توسيع المناقشة للتحقيق أكثر فيما يعني التحول المحتمل لفئة البطالة الهيكلية وكيف قد يتم تشكيلها مجددًا وسط عالم يكون فيه الخدمات المدفوعة بالأتمتة جزءًا كبيرًا منه.

من الناحية الأخلاقية أيضًا، كيف نضمن وجود أنظمة حماية اجتماعية فعالة تضمن الحق في الدخل الأساسي لكل الأفراد الذين ربما يفقدون فرصتهم في الحصول على مصدر ثابت للدخل من خلال البيئة العملية التقليدية؟

وهذه نقطة رئيسية تحتاج لرعاية خاصة عند البحث في تداعيات عصر ذكي مدعوم بالتكنولوجيا.

إليان اليعقوبي،

إنك طرحت رؤية متعمقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل التقليدي، مشيرا بشكل خاص إلى أهمية الإبداع والابتكار والتواصل الإنساني.

ومع ذلك، يبدو لي أننا نفتقر إلى منظور شمولي لمناقشة قضية العدالة الاقتصادية.

تعزيز حقوق الطبقة العاملة وأصحاب المهارات المفقودة أمر ضروري في ظل هذه الانتقال.

إن النظام الحالي للمزايا الحكومية غير قادر على مواجهة حجم تغييرات السوق الهائل الذي نشهده حالياً.

يجب أن تكون السياسات العامة والاستثمار في المشاريع العامة موجهة نحو خلق فرص جديدة في قطاعات جديدة مثل رعاية المسنين، الفنون، والمبادرات المجتمعية التي تستثمر في مهارات الإنسان الفريدة.

وعلى الرغم من أننا نحترم الإمكانات الثورية للذكاء الاصطناعي، إلا أننا يجب أن نتجنب الانزلاق إلى دولة حيث يعيش البعض حياة مترفة بينما يواجه الآخرون الحرمان الشديد والتحديات الكبيرة.