الأزمة: اختبار لإعادة تشكيل التعليم

بينما نعترف بتفاقم الصراعات العالمية والأزمات، تبدو حاجتنا الملحة لحلول مبتكرة أكثر إلحاحاً.

لكن دعنا لا ننسى أن قلب حل تلك العقد يكمن داخل منظومتنا التعليمية.

إن التعلم الحالي، وهو تكرار ثابت لمناهج متوارثة، يعجز عن إنتاج رواد قادرين على تصور واستراتيجية حلول جريئة.

إن الجامعات والمعاهد الأكاديمية مؤسسات تحافظ بشكل كبير على الوضع الراهن بدلاً من كونها مراكز للإبتكار والثورة الفكرية.

ويصبح التعليم سلطة ذات ذاتية، مما يؤدي غالبا إلى مخرجات جامعية ملائمة للسوق ولا تمتاز بالإبداع أو التفكير الخارجي عن المألوف.

في ظل الأزمات العالمية المنتشرة مثل تغيير المناخ وانتشار الصراع العالمي - والتي تعد تجليات لأوجه ضعف مجتمعنا الإنساني وفلسفاتنا – ينبغي لنا إعادة النظر بصندوق أدواتنا المعرفية.

كي نحقق تقدمًا نحو معالجة أحداث اليوم وصنع الغد، يجب أن يتم توجيه نظامنا التعليمي لاستدامته ورغبته المحورية في خلق الأفراد الذين لديهم القدرة على الرؤية خارج حدود الفكر التقليدي.

يحفز الدافع السياسي وحاجة سوق العمل المؤسسات التعليمية لتقديم تخصصات أكاديمية مصمَّمة وفق المواصفات التجارية والقوالب الاجتماعية المعدة مسبقا، مما يؤدي لفقدان الطابع الأصيل للمعارف ومشاركة المجالات التحقيقية الجديدة التي يمكن أن تربط بين السياقات المختلفة للحياة.

وبالتالي، فقد أصبح التركيز على الجانب المهاري للتعليم وكأنّه العنصر الوحيد الضروري، بينما أخفى هذا الأمر جوانب أخرى ضرورية لمساعدة الشباب على فهم واقعهم ومعاناتهم وقدرتهم الفطرية على التأثير بإيجابية وسط ظروف عصيبة كهذه.

ولهذا السبب, مطلوب نموذج تعليمي مختلف؛ نهضة عقلانية قامت على أساس ربط المعارف بالممارسات العملية وتعزيز حس المسؤولية لدى طلابه والشجعان منهم -خاصة-.

وهذا النهج الجديد سيكون قادراً ليس فقط على إعداد جيلا جديدا يفهم ويعالج المشاكل المصطنعة بشجاعة وفعالية أكبر، ولكنه أيضا سيحفز الثاقبة المميزة للأشخاص الذين لهم رؤية واضحة لدورهم المساهمي فى تحقيق تحسن نوعى للمجتمع كتكتّل واحد موحد ومتضافر لتحقيق اهداف مشتركة سامية تساهم فى رفعة واحترام ذواتنا كمجموعة من البشر المختلفين في ثقافه ولكل منها مكانه الخاص به تحت سقف وطن واحدة .

#ضبط #عنها