**التكنولوجيا ليست مجرد قوة محايدة؛ إنها سيف ذو حدين قد يحصد روح الأمل والثقة المتبادلين لدى الإنسان.

بينما نحتفل بالإنجازات الثورية للتكنولوجيا الحديثة - من التواصل العالمي عبر نقرة زر واحدة إلى اكتشافات الطب والأبحاث العلمية الرائدة - يجب ألّا تغيب عنا المخاطر المتربصة خلف تلك الانجازات.

إننا نشهد نوعا جديدا من المرض النفسي ناشئا نتيجة للعزلة الرقمية والوحدة المرتبطة باستخدام الشبكات الاجتماعية.

الأطفال يفقدون مهاراتهم الاجتماعية الأساسية لصالح العالم الافتراضي، والشباب يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة بسبب إدمان التكنولوجيا.

بالإضافة لذلك، يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدا وجوديا للتعلم والمعرفة الذاتية للإنسان.

فقد يستطيع الكمبيوتر تقديم المعلومات بسرعة مذهلة لكنه لا يستطيع فهم جوهر التجربة الإنسانية ولا يمكنه نقل الشعور بلذة التعلم واكتشاف الأشياء بنفسك.

ومهما كانت الفوائد الواضحة لتحقيق الكفاءة في بيئات العمل، تبقى التكنولوجيا عامل تفاقم للسوق العمالية غير المتوازنة بالفعل، حيث يجرد العديد من الأشخاص من أرزاقهم ويعرض حياتهم للازدراء وضيق الفرص.

وأخيرا وليس آخرا، تنشر الوسائط المرئية الآن القيم الدونية للسلوكيات المؤدية نحو التفاهة وسلب القدوة الصالحة بدلًا من تغذيتها.

لقد أصبح بإمكان الجميع مشاهدة أفلام وثائقية رائعة ومعلومات تشجع نمو الفكر الحر والاستقلالية الشخصية لكن الغالبية تهرب منها طلبا لإلهاء بسيط وممتع مؤقت.

.

.

هذه الحقائق المدققة تستوجب إعادة نظر صارمة قبل أن تصبح ذكرى مؤلمة عندما نفقد آخر بصيص ضوء يأتي بنا إليكم.

هل نحن على استعداد لتحمل المسؤولية وإحداث تغيير؟

أم سنترك مصيرنا رهينة لعالم رقمي بلا رحمة ولا خجل؟

!

#الرقمية

19 Kommentarer