في قلب أي مجتمع نابض توجد قصصه وقدسه - سواء كانت مدنٌ حافلة بالتراث مثل صحار وبيت السبع، أم عواصم ديناميكية كالكوالمبور وريجا، أو جواهر مخفية متألقة بالسحر البدوي مثل شحات وصالونيك؛ فإن كل منها ترسم لوحة فريدة تؤكد قدرة البشرية على تنسيق التوازن بين الجدير بالحفاظ عليه والطموح الجديد.

تعلم مدينة كوالالمبور، رغم سرعتها المتحركة، الاحتكام للموازنة الرشيقة بين التقليد والصناعة الحديثة.

إن نهوضها كما ريجّا -وكأنّه ولادة لمدينة جديدة من رماد ماضيٍ طلائي—يحمل دروساً عن إمكانية التغير دون فقدان لأصل هويتها.

ومثلما تضمحل الصحراء ليبرز فيها جمال أثر روماني قديم، تبقى صلف فلسطين وحضور ليبيا ذكرى مؤلمة لكنهما أيضاً مصدر إلهام للعزم الإنساني.

وفي ذلك كلِّه تشابهُ أهتمام هذه المناظر برباطِ العلاقة بين المعلوم والخاضع للاستقصاء: فمانحنَ وإن اختلفت وجهات النظر الا وأن نسعى لأنْ نمسك بأنفسنا بخيوط الحوار المثابر بحثاً عن معرفة راسخة.

وعندما نتحدثعن أهمية ثابت قوانين الدولة ، فقد ينتاب بعضنا إلحاح للتحسينات ;لكن يجب علينا إدراك أنّ حذف صفحات التزامات وطنية مؤسسة لصالح مجد سياسي مبتذل قد يأكل لب تاريخنا.

لذا فلنعيش وفق فلسفة مدروسة، فلا نخشى تغيير الواقع حالكان في خدمة هدف نبيل لكن لنغلب دائماً اهتمامتنا بتثمين اصول اقوامنا.

#قرون #كبيرة #المستدام #تاريخها

1 Kommentarer