التأثير المضاعف: عندما يتحول "محرك" الإعلام إلى حاجز أمام التغيير المعرفي.

بينما يدفع بعض وسائل الإعلام عجلة الأحداث عبر تأطير وجهات النظر وتوجيه اتجاهات المجتمع، فإن هذا الدور نفسه يمكن أن يساهم أيضًا في تثبيت الوضع الراهن إذا لم يتم تحديده ومراجعته باستمرار.

ويتمثل الخطر الأساسي في تركيز وسائل الإعلام على سرد القصص بدلاً من تسليط الضوء على التحقيق النقدي وإجراء المناقشات الجماعية التي تدفع إلى الأمام حدود فهمنا للمعرفة.

فمن خلال امتياز الأصوات الراسخة بينما تغيب أصوات الآخرين المهمشة، قد يقوض المحرك الديناميكي للإعلام مهمته الخاصة بتوفير أرضية مشتركة للتعاطف والتغيير البناء.

وبذلك يشكل تهديدا حقيقيا لاستقلال التفكير وحركة عميقة نحو نموذج أكثر شمولا ومعرفيا للعالم.

إن زيادة المدنية والحوار المفتوح هما مفتاحان ضروريان للحفاظ على سلامة "القوة الناعمة" للإعلام في عصر المعلومات السريع اليوم —حيث لا ينبغي أن يكون الجمهور سلبيًا بل مشاركا نشطا وقادرًا ومنفتحًا للتفاعل معه ذاتيًا لتكوين آرائه ومواقف مستندة إلى الحقائق وليس فقط الانقياد خلف مخططات مغذية للسرد.

فالتمكين والمعرفة - وليس الاستهلاك والإلهاء – هم أساس حرية الشعب وحدوده المعرفية المستقبلية.

1 Kommentarer