صناعة القرار: بين الوعي والأخطاء الاستراتيجية والفوضى المعرفية

في عالم السياسة والبناء العمراني، يبدو أن هناك نقصاً ملحوظاً في الدقة والتنظيم عند اتخاذ بعض القرارات المصيرية.

دعونا نتعمق قليلاً في اثنين من هذه الأمثلة المثيرة للاهتمام والتي تعرض لنا كيف يمكن لأخطاء استراتيجية وفقدان الرؤية أن تؤثر سلبياً.

1.

المدينة المستقبلية.

.

أم حلم أصبح كابوساً?

يمثل مشروع بناء العاصمة الإدارية الجديدة مثالاً مثيراً للجدل.

بينما يُشادِ بناً في منطقة مهجورة، فإن موقع هذا المشروع ليس إلا رمي بالحجر من مناطق أخرى أكثر كثافة سكانية بالفعل - مما يشير إلى عدم وجود دراسة جدوى شاملة قبل التنفيذ.

المصروفات الضخمة لهذه العملية مقلقة أيضاً؛ حيث إن مجرد تكلفة نقل المواد الأولية ستكون هائلة دون ذكر بقية المتطلبات المالية الأخرى المرتبطة ببناء وتجهيز مدينة كاملة!

إنها ليست فقط خسارة اقتصادية بل أيضا إضاعة للموارد الطبيعية وطاقة عمالة البشر.

2.

الفلك وعلاقاته الإنسانية

من ناحية أخرى، فإن استخدام علم الفلك لفهم العلاقات الاجتماعية ونظام الحياة اليومي أمر ذو أهميته الخاصة ولكنه يحتاج للتقييم المدروس والتحليل العلمي الجدي حتى لا ينزلق نحو التفسيرات الخرافية المغلوطة.

بالعودة لما سبق، عندما نقرأ خرائط الولادات وكوكبة النجوم المختلفة لكل شخص، يجب ألا ننساق خلف توصيفات مبسطة للأحداث مستقبلاً لأن تقديرات مثل تلك تعتمد بدرجة كبيرة على الظروف اللحظية والاختيارات الشخصية وليس القدر المحتم كما قد يوحي البعض.

لذلك، فالوعي والمعرفة هما المفتاح لتحقيق توازن أفضل واستخدام مفيد للعوامل الخارجية المؤثرة داخل حياتنا الخاصة والجماعية كذلك.

---

إن الجمع بين هذين الجانبين يعرض وجهتين مختلفتين تمام الاختلاف لرؤيتينا لتأثير البيئة والعوامل الخارجية علينا وعلى مجتمعنا الأكبر.

لكن خلاصة الأمر واحدة وهي ضرورة التحلي بحذر وحكمة عند البحث عن حلول وتحقيق تقدم سواء عبر قرارات سياسية مدروسة جيدآ ولا ترتكز علي عوامل نفسيه قصيره النظريه او فهم شامل ومعمق للنظم الجامعة والحفاظ عليها بما يحقق حياة مستقره وآمنة للفرد والمجموعه .

7 التعليقات