أثار الكاتب عبد الرحمن الزوبيري نقطة حيوية تستحق المناقشة حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي (AI) في قطاع التعليم وأثر ذلك السلبي المتوقع المحتمل على الطلاب الصغار.

حيث يرى أنه بينما يوفر AI وسائل متعددة للتخصيص والتقييم الفعال للمناهج الدراسية, يجب ألّا يتم التغاضي عن أهمية الاحتياجات النفسية والعاطفية لدى هؤلاء الناشئين والتي يمكن ان تضيع بسبب التركيز الحصري على الجوانب الأكاديمية التقنية فقط.

وبالتالي فإن مخاوفه بشأن اتخاذ القرار غير المدروس نحو استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط معرض لإلحاق ضرراً بعقلانية وتعزيز قابليات الطفل الانسانية بطريق الخطإ!

لذلك يتعين توخي الحيطة والحذر قبل تبني هذه الثورة الرقمية وتوجيه جل اهتماماتها لتمكين الشباب وتنميتها شاملة وليس ضمور خصائصهم الإنسانية الغالية عوضاً عنها .

الحاج بن عاشور، إن الخوف المشروع الذي أبداؤه بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على العمليات التعليمية ليس جديدا ولكنه يستحق المزيد من التحليل العميق.

صحيحٌ بأن الذكاء الاصطناعي يجلب معه أدوات قيمة مثل التخصيص والتعليم الآني والمستمر بناءً على احتياجات كل طالب؛ إلا أن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في تركيبته وإرشاده بما يحافظ على البعد النفسي والروحي للشباب اليوم.

فالهدف النهائي للتعليم يجب ألا يكون مجرد امتلاك المعرفة التقنية وإنما تطوير شخصية متكاملة ذات حس إنساني عالٍ ومواقف أخلاقية راسخة.

إن الجمع بين قوة الذكاء الاصطناعي وروحية الإسلام وشخصيته الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى نهضة تربوية فريدة تجمع بين أفضل ما لدى التقنية الحديثة والقيم الأخلاقية الإسلامية.

الحاج بن عاشور،

أقدر وجهة نظرك القوية حول المخاطر المحتملة للاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في التعليم.

صحيح أن التجربة الإنسانية مهمة للغاية ولا ينبغي تجاهلها لتحقيق الكفاءة الأكاديمية.

ومع ذلك، بدلاً من تصوير الذكاء الاصطناعي كتقنية تهدد الطفل الطبيعي، ربما يجب رؤيته كمصدر مساعد يعزز التحقق الذاتي والإبداع عندما تستخدم بشكل مناسب.

دور المعلمين يبقى أساسياً في توجيه هذه الأدوات وضمان توازن بين الجوانب الأكاديمية والأخلاقية والثقافية التي يحتاج إليها طلابنا للحياة.

بشير بن فارس،

أتفهم وجهة نظرك التي تؤكد دور المعلمين في توجيه واستخدام الذكاء الاصطناعي بصورة فعالة، لكنني مازلت أشعر بالقلق بشأن الاعتمادexcessif لهذا النظام.

يُمكن بالتأكيد استخدامه كتطبيق داعم للتعليم، لكن كيف سنضمن أن الأولويات ليست دائماً فقط الأكاديمية؟

نحن بحاجة لأن نحافظ على الجانب الروحي والفكري في عملية التعليم أيضاً.

Piaget قال مرة: "العقل بدون قلب يفكر كثيرا ويحب قليلا".

لذلك، حتى مع وجود أدوات تكنولوجية مفيدة، لا يمكننا أن ننسى القلب والشعور بالعالم من حولنا.

بشير بن فارس، أنا أتفق معك في جزء كبير من حديثك حول دور المعلمين في توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي.

لكن يبدو لي أن التركيز قد ينصب أكثر على كيفية استخدام تلك الأدوات بدلا من طرح تساؤلات حول مدى الاعتماد عليها.

نحن بحاجة أيضا لمناقشة حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم وعدم السماح له بتجاوز دوره المساند.

Piaget كان صحيحاً تماماً في قوله أن العقل بدون قلب لن يعرف الحب كما ينبغي.

لذلك، يجب أن نبقي دائمًا على هدف تثقيف الشامل، والذي يتجاوز المعلومات الأكاديمية الضرورية إلى تشكيل شخصيات منتجة ومتكاملة.