التوقيت والمكان: الإشراف الذكي في عالم افتراضي وأرض حقيقة

مع انتشار التقنيات الرقمية، يتوسع دور المعلمين ليصبح أكثر ديناميكية ودقة؛ حيث ينبغي لهم الآن التنقل بين قاعات التدريس الافتراضية والأرض الواقعية ذاتها.

لكن واجباتهم لا تنحصر فقط في تقديم العلم والمعرفة، وإنما تضمنت كذلك مسؤولية جديدة تتمثل في توجيه الاستخدام المسؤول لهذه الأدوات الجديدة.

على سبيل المثال، بينما تستوعب المدارس عبر الإنترنت المزيد من الدارسين الذين يتمتعون بالقدرة على تعلم اللغات والثقافات المختلفة، تكمن المخاطر في فقدان اتصال هؤلاء بتراثهم وثقافتهم الخاصة.

لذلك، يجب على أساتذة اليوم أن يكونوا دعاة للحفاظ على الروابط الثقافية، وأن يفصحوا عن القيم والحكايات التي ترسخت في مجتمعاتنا لأجيال طويلة.

ومن ناحية أخرى، وعلى الرغم من كون التعلم الإلكتروني خياراً صديقًا للبيئة مقارنة بالنظام التقليدي، إلا أنها تحتاج لتعويض آثار إنتاج وصيانة الأجهزة المتاحة له.

وهنا تبدو ضرورة تطبيق مبدأ "التعلم الأخضر": وهو نهج يدمج فيه المهندسون والباحثون أفضل ما لدى التكنولوجيا مع أقل تأثير سلبي عليها.

فبدلاً من التركيز فقط على كيفية الجمع بين العالمين الرقمي والجسدي (أو الواقع الافتراضي)، دعونا نسعى لجذب عناصر مثل المواد الحيوية والقابلية للغسل وإمكانية إعادة الاستعمال وغيرها من الميزات المرغوبة في المنتجات الخضراء في حياتنا كل يوم.

وبذلك، يمكننا إنشاء اقتصاد معرفي مغلق الدورة قادر على دعم احتياجات جميع الطلاب، سواء كانوا جالسين أمام الشاشات أو يلعبون رياضة كرة القدم برغم الضباب المطري خارج أبواب مدارسهم القديمة الجذابة.

وفي النهاية، تخلق التكنولوجيا آفاق جديدة لكل من المعلمين والمتعلمين لاستكشاف جوانب مختلفة للعالم؛ ومع ذلك، فهي قد تزودنا أيضاً بمسببات للإلحاح بشأن قضايانا الكبرى كالاهتمام بالمحيط وبالجغرافيا التاريخية لمجموعات البشر الصغيرة التي نشأنا وسطهم والتي تمتد جذور معظم مشاريعنا الفكرية إليها.

#أنه #الأمثل #إدراك #متوازنة

1 Kommentarer