المفهوم الخاطئ للتحديث: عندما يأخذ التحسين الذاتي شكل التسليم السلبي

في حين يعبر الكثير عن الرغبة في رؤية "إعادة بناء العالم" باستخدام التكنولوجيا، غالبًا ما ننسى الشكل الباقي من تحديث أنفسنا أولاً.

إذا كنا سنثق بتغيير العالم عبر اختراعاتٍ ذكية، فعلينا أيضاً ثقة القدرة على استخدامها وإدارتها بعقلانية.

إن التعامل مع عيوبنا الاجتماعية والفردية بنفس جدِّية اهتمامنا بتطوير الروبوتات والأدوات الأخرى قد يغذي بيئة أكثر سلاماً وتوازناً.

بدلاً من التركيز فقط على السجون وكيف يتم اداراتها، دعْونا أيضاً نسأل كيف نشجع بيئة اجتماعية وقانونية أقل حاجة لهذه المؤسسات.

فالانتقاد حول كونها "مصنعاً للمجرمين" صحيح ولكنه ربما نصف الحل؛ فإن فهم جذور المشكلة الأساسية ومعالجتها سيكون خطوة أكبر نحو حل مشاكل القانون والنظام والمعاملة الإنسانية داخل السجون خارجياً أيضا.

ثم، فيما يتعلق بلقاحات الصحة العامة، من الجدير بالذكر أنه بينما تُعرض مجموعة ضخمة من المخاطر المرتبطة بوسائل التكنولوجيا الحديثة -من الرقابة الإلكترونية إلى الاستقلال البيولوجي- فإن تجاهل الحاجة الملحة للتلقيح ضد الأمراض الفتاكة يمكن مقاربته بنفس الدرجة من الخطورة.

فالحفاظ على حقوق المواطنين أمر أساسي بلا شك، لكن ليس عند حساب أدائهم الحيوي أيضًا.

وفي هذه الحالة، ينبع القرار الصحيح بين الضغط والعلم وليس سوء الاختيار بين الاثنين.

هذا يعني طلب المزيد من الوضوح والإفصاح بشأن العمليات البحثية ودوائرها التشغيلية واستخدام بيانات المرضى -ليس رفض العلاج ومشاركة المسؤولية مع شركات الأدوية ببساطة بسبب وجود "حصانات".

وأخيراً، وسط بحثنا عن حصرية توجيه السخرية لمحادثات عميقة، تسارع لنا طرح سؤال آخر: ماذا لو كان هدفنا الوحيد ليست طرائق فلسفية جديدة للحياة ولكن حياة ذات أهميتها وهيكلتها الخاصة بالفعل؟

إذ يوجد عصرٌ يفوق فيه حرمان المفاهيم الباردة واستحداث زمن مليء بالمناقشة الرشيقة وسيلة لاستخدامه.

فالهدف الأساسي هنا ليس تغيير طريقة تفكير الناس وإنما إعطائهم الفرصة لرؤية جمال وفائدة المعرفة، سواء كانوا يتلقون رسائل مضحكة أم هادئة.

بينما نتخذ قرارات تؤثرعلى مسارات تاريخنا المُركَّب والمشروع لاحقاً، يبقى الدرس الرئيسي هو عدم الاعتمادفقط على أشكال تكنولوجية عالية لتحقيق رفاهيتنا المتصورة وخلق مجتمع أفضل.

عوض ذلك، يجب إدارة مثل

1 Yorumlar