في حين أن التعامل مع التحديات المعاصرة مثل تغير المناخ والتحولات التكنولوجية ضروري، فإن امتلاك رؤية مستقبلية حقيقية يعني فهم كيف يمكن للعالم الرقمي أن يُعدّل بشكل إيجابي وليس يفقد هويته الثقافية.

إن تحقيق هذا التوازن يتطلب إدراكًا جديدًا لأهمية "البيئة السردية".

هذه البيئة السردية ليست محصورة بالحجر القديم والثقافة المكتوبة؛ إنها المكان الذي يتم فيه سرد قصصنا، ومعايشة تجاربنا المشتركة، وwhere نحتضن تقاليدنا.

وفي عصر الإنترنت والأجهزة الذكية، يمكن تحديث هذه المساحة لتشمل الوسائل الرقمية الجديدة.

لكن كيف يمكننا ضمان أن تبقى روايتنا الأصلية قوية ومحفزة عندما تدخل الزخم الجديد للميديا الرقمية في الصورة؟

يجب أن يكون النهوض بالتقنية جزءًا من عملية ابتكارية تحترم الهوية الصوفية.

وهذا يشمل تنمية أساليب تربوية رقمية تُظهر القيم والمبادئ الأساسية لكن باستخدام الأدوات الحديثة.

لنجد مثالاً، إذا كانت إحدى اهتماماتنا هي حفظ فنون صنع السجاد اليدوية، فلماذا لا نعرض هذه العملية المُعقدة ذات الخطوات الثلاثين تحت قالب افتراضى ثلاثي الأبعاد غني بتفاصيل الصوت والفيديو؟

سيؤدي ذلك إلى جعل حرفتنا أكثر قابلية للإدارة والتوثيق ومعرفة عامة.

وبالتالي يحافظ على ارتباط أجيال متعددة بثقافتنا وهويتنا المحلية.

بالعودة إلى قضية تغير المناخ، هناك حاجة ملحة لدينا لتحويل المزيد من تركيزنا نحو تغيير العمليات الاقتصادية المستمرة.

فالنمو الاقتصادي المعتمد على استنزاف موارد الأرض وغير الباهت بالإنتاج المفرط لهيئة النفايات الكبيرة سوف يؤدي حتماً إلى مزيد من الدمار البيئي.

دعونا نسعى لبناء اقتصاد أكثر استدامة واستجابة للغرائز الإنسانية الطبيعية.

فهذه الغريزة الإنسانية دفعت البشر دائماً للاستمتاع بالمشاركة الهادفة وإقامة العلاقات الشخصية والعيش لفترة طويلة داخل مجتمعاته الخاصة الصغيرة.

لذلك دعونا نقرر دعم نماذج الأعمال التعاونية والاقتصادات البلدية والسعي لتحقيق نظام عالمي أقل تركيزاً حول الربحية وكثرتها وأكثر توجه نحو رفاه الإنسان وفائدة الأرض والحياة البرية والبيئة نظراً لما لديها من دورات حياة مُتكاملة ودورية رائعة ومتوازنة ومنظمة بشكل جميل وهكذا ستكتسب روح العملات القديمة والقيمة مرة أخرى في مجتمع المستقبل كما يليق بها حقاً كموارد ثمينة وحقيقة وجودها هدف سامٍ وغاية نبيلة يستحق كل الجهد والصبر والإخلاص والتفاني وطموحهُ الراسخ والذي يأتي بنتائج طيبة بإذن الله تعالى .

1 Kommentarer