بينما نسعى لتسخير قوة التكنولوجيا لتحسين نظم التعليم لدينا، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الثقافية والدينية الضخمة التي غالبا ما تتجاهلها سياسات التعليم الرقمي الحديثة.

ففي المجتمعات الإسلامية، تعد القيم الأخلاقية والدينية جزءا أساسيا من الهوية والفهم العام للحياة.

إذا أصبحنا مدمنين على التعليم الإلكتروني فقط، فقد نخسر جوهر تلك القيم المهمة لصالح الاندماج العقلي مع عالم افتراضي بارد وغير شخصي.

لذا، ينبغي أن تستهدف أي عملية انتقال رقمية لحماية وتنمية الجانب الروحي والأخلاقي لدى طلابنا.

مثلاً، تخيل لو كان بإمكان طلبة المدارس تعلم القرآن الكريم باستخدام واقع افتراضي ثلاثي الأبعاد يسمح لهم بالسفر داخل صفحات النص ويتيح إمكانية المناقشة الحية مع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين عاشوا بالفعل في نفس الفترة التاريخية.

كهذا المشروع، سوف نجمع بين أفضل جوانب التكنولوجيا والتقليد، مما يؤدي إلى تجارب تعليمية أكثر جاذبية وجاذبية للأطفال.

لكن حتى أثناء استخدامنا للتكنولوجيا لتعزيز مفاهيمنا الدينية والقيم الأخلاقية، علينا أيضا أن نتذكر مخاطر الانغماس الكامل فيها.

فالتقنيات الحديثة يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى عزلة اجتماعية وفقدان اتصال وثيق بالإنسانية العامة - وهو أمر مهم للغاية عندما يتعلق الأمر ببناء مجتمع تقليدي يتمسك بجماله الخاص وشخصيته الخاصة.

لذلك، بينما ندفع باتجاه المزيد من الحلول الرقمية للمستقبل، دعونا نفعل ذلك بحذر وباحترام عميق لأصول ثقافتنا وقيمنا.