التداخل العميق بين الثروة السياسية والقوة الرياضية العالمية

في حين نُركز اهتمامنا على التحولات الاقتصادية المتسارعة التي أثرت مؤخرًا بشدة على قطاع الاستثمار الرياضي، ينبغي لنا أيضا النظر بعناية في الدور المتزايد لهذه المواقع التنافسيّة كنقطة تمركز استراتيجية ضمن اللعبة العالمية الأكبر.

فالاختيارات التي تقوم بها الحكومات والشركات الكبرى تجاه المنتديات الرياضية لا تنفصل فقط عن الرغبة في الربحية والنماء التجاري، ولكنه تخضع كذلك لأهداف جيوسياسية وسياسية أوسع حجما.

خلال السنوات الأخيرة، شهدنا كيف أصبح بعض الأحداث الرياضية الدولية ما يشبه الخيوط الصامتة في خيط السياسات الدولي المُلتوي؛ حيث كانت قدرتنا على فهم ديناميكية علاقات السلطة العالمية أكثر تعقيدا حتى عندما تستعرض نفسها تحت مظلة منافسات رياضية مبهرة.

إن حقيقة كون منتخب المغرب الوطني قد وصل لدور نصف نهائي كأس العالم أخيرا ليست مجرد علامة فارقة عظيمة للشعب المغربي والعالم العربي فقط، لكنها also تؤكد مجدداً كيفية اقتراب كرة القدم من لعب دور حيوي أكبر في نسج الشبكات القائمة بالفعل من المصالح والمؤثرات الثقافية والفكرية المعاصرة.

على الرغم من أهميته التاريخية, إلا أن قرار هيئة UEFA (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم) برفض مخطط توسيع دوري السوبر الأوروبي يستحق المزيد من التدقيق فيه نظرا لعواقبه المحتملة لما يتعلق باستقلاليتها وبنية المنافسة العاملة حاليًا في شبكة مسابقات كرة القدم الاحترافية.

فهذه الوقفة تعكس الإمكانات الكبيرة للساحة الرياضية لأن تصبح رصيف انطلاق لمعارك سياسية هائلة غير مرئية للعين المجردة والتي بدورها تعمل على توجيه مصائر شعوب بكاملها.

وإذا كان دور الرياضيين الأبطال يبقى دائمًا محور المؤثرين الرئيسيين خارج حدود الملعب، فلابد وأن يذكِّرنا نیز بالدور الذي يلعبونه بصفتهm سفراء ثقافيّين وقيميين -حيث يمكن لأساطير مثل كريستيانو رونالو أن تغدو رموز تحدٍ لصاحب الرأي التقليدي لتعزيز الانفتاح والحوار بين الأمم المختلفة– وذلك كلما اشتدت حدّة التقسيمات الحدودية وعظم حجم التعصب السياسي والعرقي والجغرافي بلا داعٍ لذلك.

#المشاريع #بهارتيا #تعامل #الاتحاد