التراث المُنسوج: إعادة تعريف ملكية المعرفة

بينما نُراقب دوريا كيف يتم توظيف الماضي لأغراض الحاضر والأنانية القومية، يجب أن نسعى لتحقيق فهم أكثر عمقا ومعقدة حول كيفية تدفق وتشابك الخبرات والمعارف البشرية.

إن الاستخدام الأعمى لمفهوم "سرقة" وإعادة منح الأمم الأخرى مبتكراتها يشبه محاولة التقاط نهر متدفق.

فلا يحدّد وجود الجذر الذي نشأ منه أي ابتكار قيمته ولا يحجب دوره الأصلي في ظهور معرفتنا الحالية.

بالنظر إلى تاريخ الإنسانية كمجموعة متنوعة من التجارب المترابطة بدلا عن قائمة مفردات خاصة بهم، نحصل إذن على فضاء مفتوح لإعادة تشكيل طريقة خلقنا للمعرفة والتواصل بها.

إنه مصراع مجهري يكشف الطريقة الرائعة التي تعمل فيها المجتمعات والثقافات بشكل مشترك - حتى وإن كان الأمر غير واضح أو مغمور ضمن ضوضاء الزمن.

الخوف الأكبر ليس عدم الانتباه لأصول مختلف ابتكارات، ولكنه تقنين واعتقاد أن تلك الكشوفات الثورية المذهلة خرجت من فراغٍ صرف!

إنها نتيجة تراكم تجارب بشرية طويلة الأمد ومتنوعة المكان والزمان والشخصيات – وليس منتجات فرد واحد أو بلد بعينه .

لذلك فإن تقديس جهود النهضة الأوروبية واحتقار إنجازاته الشقيقة المقترنة بالحضارات الإسلامية والعربية القديمة ليس إلا ظاهرة غريبة وضالة بشدة.

وفي قلب هذه المشكلة تكمن حاجتنا الملحة للسعي لفهم أساسي وفلسفي يقوده شعور الأخوّة العالمية الجامعة عوضا عن المنافسة الضيقة والحسابات الضيقة المحلية.

فلنتنبّت أنه عند الاحتفاظ برؤية واضحة لاستقلاليتهم الذاتية ولكن إدراك جذوره المتبادلة وإمكانية الوصول إليه عالمياً ، فسيكون بوسع الجميع الاستمتاع بحصاد المعرفة والقيم جنبا إلي آخر دون تعطيش أحد بينما ينمو الآخر.

بذلك وحدَنا طريقنا لسماع أصوات مختلفة ودمج آراء مشتركة وعيش واقع أفضل لبناء مجتمع أكثر شمولا واستدامة.