في ظل ديناميكية عالمنا المعولم التي تشجع دائمًا على الإنتاجية والتقدم، قد نسقط فريسة لفخ فقدان الاتزان بين الأمان الأخلاقي والأثر البيئي (كما تمت مناقشته في السياق الأول).

وبينما نكافح من أجل التحول نحو مستقبل أكثر اخضرارًا وأكثر ابتكارًا، يجب علينا أيضًا النظر بعمق أكبر فيما إذا كنا نخلق أحوالًا لا تتعارض مع الطبيعة فحسب، ولكن تخنق الروابط البشرية والقيم الأسرة كما أشير إليه سابقًا.

تشبه الحياة رحلة عمل طويلة وشاملة حيث تتداخل متطلبات الانتقال الطموحة نحو الطاقة المتجددة ومعضلات التغيير الثقافي والقيمي الهائلة التي توازيها.

وينطبق ذلك تحديدًا على ضرورة إدارة تلك العلاقة الدقيقة بين القيادة الوطنية وحوافز السوق لتسهل عملية التصغير المناخي.

ومع ذلك، فإن التركيز البحت على تحقيق أهداف بعيدة أمر محفوف بالمخاطر حسب ما أشار إلى ذلك أحد المواضيع الرئيسية.

إن رفض قيمة اللحظة والحاضر ستؤول بنا إلى حياة غير مرضية وربما مضجرة بسبب إدراكنا لعدم اكتمال أي تقدم.

أما بالنسبة للشأن الثاني فهو التشديد الحيوي على تسوية شروط المصالح الخاصة بالعائلة والجيرة لصالح التسابق المهني.

إن مثل هكذا تقاسم للقيم سوف يقوض جذور المجتمع بكسر الحبال التاريخية للألفة والعطف الاجتماعي.

إذن باتباع نموذج شامل ومتكامل يمكننا تجنب مخاطر التعالي المطلق للأفراد المؤسسية الفردية والخلو من فترة الاحتفاظ بادوارهن الاجتماعية المفروضة عليها بمبادئها الجامعية ذات الوزن الكبير والتي تتمثل أساسيتها بحفظ تماسك العائلات وصيانته محميّا برفقة أسرتها المختارة منذ الولادة وانتهاء بهذه الصفة عند ارتحالها لاحقا خلال العمر الزمني القصير نسبيا لهذه الدنيا الفانية .

ذلك لأن وجود روابط قوية تربط الإنسان بخالق الكون سبحانه وتعالى تعد المصدر الوحيد للحصول علي الاطمئنان وراحة النفس والسعادة القلبية المستمرة اينما حلت مكان اقامتها الجديدة الواسعة امتنعا عن اغراق انفسها بالحزن والشقاء نتيجة خسارتها لأحبائھا وخلال رحلتها الاخروية التالية عبر مراحل مختلفة كالبيت الدنيوى مؤقتآ قبل الوصول لغاية نهايته السرمدى وهو دار القرار الملائكية لهم ولجميع المؤمنيين والثبات على توابع طرق صلاح الحضور أمامpresenceofGod Almighty .

(ملاحظة : تم توجيه الفقرة الاخيره بصياغه معتبرة بتعاليم الاسلام وغرضيات فلسفته المغروسة داخله)

1 Komentar