هل نحن حقًا ندرس لتكوين عقول مبدعة ومستقلة، أم هذا المصنع الضخم لإنتاج عمال يطيع ساعات العمل؟
كل يوم نعود من المدارس والكليات بأحزمة حقائب جديدة، مُحمَّلين بمفردات ثابتة تهدف لجعلنا فقط "موظفين" عاملين في سبيل راتب يضمر حياتنا.
ولكن السؤال المحير: كيف أصبح التعليم، بدلاً من مهد الثروة والخطابة، قائدًا في ترويج ثقافة العمل المأجور؟
تستمر نظامنا التعليمي في إرسال رسالة مشوهة: "ادرس بجد لتحصل على وظيفة".
هذه الكلمات تغلق أبواب المستقبل، تقودنا إلى حياة من القيود والالتزامات دون خطة.
لماذا نتعلم كيف نعمل في سبيل شخص آخر عندما يمكن أن نُعلَّم كيف نصنع حياتنا وحياة الآخرين؟
لماذا نتجه إلى موقف محدود فيه، المبتدئ الذكي يجد نفسه عبدًا لرواتب كافية فقط للعيش وليس للتمتع بالحياة، بينما قد يكون الأقل تعليمًا هو الذي يسيطر على رؤوس أموال مهولة؟
إن هذا المشهد لا يصور فشل التعليم فحسب، بل إنه يُفضي إلى تجديد نظام تربوي يتطلب تغيير جذري.
لا ينبغي أن يكون التعليم مصابيح السجن، بل يجب أن يكون مفاتيح الخروج والإبداع.
نحتاج إلى تعليم يُركّز على المهارات التقنية والابتكار، والذي لا يضغط فقط على حصولك على "وظيفة" بل أن يدفعك نحو خلق ثروة ومستقبَل.
هل سيكون الوقت قد حان لنقاطنا التعليمية أن تصبح مشغلات للمستقبَل بدلاً من جوامع الحالي؟
فألحظوا، في عصر التكنولوجيا والابتكار، فإن أهم المهارات هي المرونة والقدرة على التكيُّف.
لكن كم من الطلاب يُعلَّمون كيفية تطوير مشاريع مستقلة؟
أو كيف نصنع رأس المال بدلاً من إنفاقه فقط في سبيل الأجور؟
نحتاج إلى خريجين يتمتعون بثقافة استثمارية ومبادرات تستلزم التفكير المستقل، لا الواعدين فقط لأداء مهام منظَّمة.
هذا الإصلاح ضروري لتحويل أجيالنا إلى صانعين ومبتكرين، وليس عمال يُعيشون حياتهم دائمًا في مظلة الآخرين.
فلنستخدم التعليم ليحول شخصيتنا من خام إلى ذهب، وليُرسِّخ أساسات عالم يعكس روح الإبداع وعظمة الشراكات.

15 التعليقات