تخيل عالمًا حيث يمكن للعلاجات التي قد تحافظ على أرواح ملايين الأشخاص أن تبقى مغلقة في أبراج الأسرار، محفوظة بالبراءات والمصالح المالية.
هذا ليس خيالًا من عالم سيئ، بل حالة تنبعث منها أسئلة طاردة: متى انتهى الوقت الذي استغل فيه التقدم العلمي لتكوين علاجات وأدوية رائدة تفتح أبوابًا جديدة فقط من أجل الربح الشخصي؟
هل ستستمر التكنولوجيا الطبية في التزيُّد دون أن تحقق رغباتها في إنقاذ الأرواح والعمل لصالح الجميع؟
من المرفوض بالفعل أن نعتبر التكنولوجيا التي تجسد آمال الملايين مجرد معادن وخام لبناء إمبراطورية من الأرقام الثلاثية في حسابات بنوك قوية.
إذا كانت القيمة الحقيقية للعلم تتمثل في خدمة البشرية، فلماذا نتعثر على طرق التسويق المغلقة والمخططات المكتئبة لإضعاف العلم من خلال إحجامه عن مشاركة المعرفة والابتكار؟
هل ندعو شركات التكنولوجيا والأدوية للاستمرار في حصار البراءات أو نحثهم على إطلاق سراح المعرفة من قيودها؟
إذا كان بالإمكان تجديد الأنظمة الصحية وتخليصها من روابط التسويق المغلقة، فلماذا لا نبدأ على الفور في إعادة تشكيل هذا النظام؟
كيف يمكننا أن نضمَّن مستقبلًا حيث تتوافر العلاجات للجميع وليس فقط لأولئك الذين يستطيعون دفع ثمنها؟
إن هذه أزمة مستشفى عالمي، تتطلب قرارات جريئة وسياسات شجاعة.
أحد الأمور التي يجب أن نفكر فيها: إذا كان بإمكاننا علاج المرضى وإنقاذ الأرواح، فلماذا لا تُتاح هذه العلاجات للجميع؟
ما السبب في أن رواد الأعمال يمكن أن يستثمروا الموارد ويشغلوا الفرق الطبية دون أن تُرى نتائجها بعين التساوي للجميع؟
هل ينبغي أن نتحول إلى عصر جديد من الإنسانية، حيث تكون الأفكار والابتكارات مشتركة ولا تستسلم لجذور التجارة المغلقة؟
هذا هو الوقت المناسب لإعادة التفكير في كيفية استخدام الابتكارات.
بالأحرى، نحن بحاجة إلى أسئلة طاردة ومستجيبات: هل يمكننا تصور مستقبل لا تُفهم فيه البراءات كعوائق للمشاركة والتحرير؟
وإذاً، فكيف نحول هذا التخيل إلى حقيقة؟

14 Kommentarer