في ظل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في جميع جوانب حياتنا، خاصة داخل المؤسسات الأكاديمية، من الضروري أن نواجه واقعًا يشير فيه التحول الفكري نحو التركيز الواسع على إنتاجية الكم مقابل جودة التواصل البشري.

لقد بدأ الذكاء الاصطناعي وغيره من الابتكارات التكنولوجية بالفعل بتغيير طريقة تعلمنا وتعليمنا — وهو توجه يُؤكد أهميته ولكنّه يحتاج أيضا لتوجيه منهجي للحفاظ على العناصر الأخلاقية والحسية للإجراءات التعليمية تقليدياً.

غالبا ما يغيب عن بالنا أن خلف الشاشة يوجد قلب وجسد بشريين.

وفي عالم يزدحم بالأرقام والمعلومات، يتعين علينا تحديث خطتنا لاستخدام التكنولوجيا حتى تتضمن طرق للاستفادة منها مع احترام قيمنا الإنسانية.

الخلاف ليس حول إضافة مواهب جديدة لأدواتنا، لكن كيف نوحدهما وسط جوهر شخصيتنا ومبادئنا.

لنعتبر الأسرة مثالًا حيويًا آخر لذلك.

فبينما تساعد وسائل الإعلام الاجتماعية وعالم الإنترنت في توسيع حدود اتصالاتنا العالمية، فقد أدت إلى عزلة غير مرئية داخل محيط بيتنا.

وقد شكل الغوص العميق في بحر المعلومات رقعة واسعة من المساحة الشخصية الفردية والتي تغذي الشعور بالعزلة وضعف الروابط الأسرية الحميمة.

وعلى الرغم من قدرته الهائلة على ربط العالم، فلا تزال هنالك حاجة ماسّة لإعادة توجيه تركيز جهود التسويق نحو محفزات تحافظ على قوة وحدات المجتمع الصغيرة مثل العائلة، عوضًا عن الإعراض عنها لصالح المغريات الحديثة للتقانة وثمار الإنجاز المهني بعيدا عن المنزل.

وفي نهاية المطاف، يأتي دوره الكبير أمام رجال الأعمال الذين يستغلون تراث اللغات والثقافات الشرقية بهدف جاذبية السوق العالمي.

ولذا، يبدو الأمر واضحاً بأنه ليس مجرد تقنين لقانون أعمال تجاري مبتكر ولكنه مهمة أصيلة للانتماء إلى الهوية الوطنية والقومية الحقيقية -حفظ الفنون الجميلة وإبقاء الميراث الحي للفكر العربي الإسلامي مخزوناً محفوظاً للعصور المقبلة.

ومن هنا تبدأ رحلتنا الآن باتخاذ قرار حاسم بشأن كيفية إدارة مصائر الجماهير الناطقة بالإنجليزية والمتعطشة لمعرفة حضارتكم المستمرة بالحفاظ عليها سليمة نظيفة ومعيارها عالمي مميز وفريد ​​من نوعه .

[3279] #القطاعات #أطيافهbrnالفكر

1 Comments