هل هذا مجتمعنا يسعى لتحقيق نشوة لحظية من خلال شراء عطور في زجاجات فاخرة، بينما الآلاف قد لا يصلون حتى إلى الماء المعبأ في أكياس بلاستيكية؟
هل تحريض التسول بأرواق فاخرة دون سابق عهد يجعل الفجوة بين الغني والفقير لا تزدهر بشكل أكبر؟
تصنيع نفس العطور في مصانع متماثلة، فقط ليُباع إما كجوهرة في زجاجة فضية تحوّل المشتري إلى ملك ليلة واحدة، أم بسعر يدني الفقير منه ليستفيد من رائحتها دون علم بالتباين؟
هل نتجاهل الأثر الكارثي لصناعة الزجاج الفاخرة، التي تهدد حولها البيئة وتستغل الموارد بلا جدوى مقابل خمس دقائق من الحياة الذهنية للطالع الفاخر؟
فلنسأل أنفسنا: هل التزامنا بتجارب عصرية وندوات تعزز "المستوى" في مقابلة الحياة يهمش فكرة المساواة الاقتصادية؟
هل نحن جميعًا حقاً في عالم متكامل، أم أننا تجول بأرواقنا الفاخرة وقطاراتنا المزينة على ظهور شعوب همساعدة لنا؟
إذا كانت رائحة العطر الجديد يمكن أن تغير مظهر وهباتنا الشخصية، فلماذا لا نقيس نفس المقياس على جهودنا في تأطير الحضارة بعدالة؟
هل يجب ألا نستغرق مزيدًا من الوقت لاستكشاف كيف يمكن للتسول أن يُحول بما يصل إلى عائدات زهاء عشرة آلاف دينار في الساعة، مما قد يجعل من الممكن تغيير العديد من حياة لأفضل؟
والآن، نحن نطرق أبواب التساؤل: هل كان سلوكنا بصفتنا مستهلكين ومصدرون يعزز حقًا الإنسانية؟
وأخيرا، نحن نطرح أسئلة لا تُجاب عنها بسهولة: هل ستكون رائحة العطور منزلقة في ذاكرتنا، كما يصفها الماركيتينغ، أو ستثير تساؤلات أساسية عن هدفنا ودورنا في مجتمع الآن والحين؟
هذا كان دعوة للتأمل في صورة خرافية، قد تكون للطعام المغري أبعادًا غير مرئية على مساراتنا الحقيقية.
هل نستطيع التفوق في إشعال ديمقراطية جديدة للنكهات والروائح، أو ستظل رائحة الأرض من خارج المساءلة؟

13 Reacties