الشرعية والصراعات الخفية: تداخل الذكاء الاصطناعي والثورات الشعبية

في حين أن كل من ثورتَي السودان والعراق وجدت في استخدام السلطة المسلحة طريقاً لتحقيق أهدافهما، فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم يثير أسئلة مشابهة ولكن مختلفة تماما تُحاك حول شرعيته وطبيعة القيادة فيه.

سواء كان ذلك للسخرية ام لا، يتشارك كلا القطاعيَْن حاجتهم لمراجعة قواعد اللعبة الخاصة بهم وتعريف القيادات الجديدة.

إذا كانت الروابط المعقدة التي تربط قادة حركة "الحشد الشعبي"، الذين ينتمون لأرض واحدة ووحدة دينية مشتركة، بمصادر سلطة الدولة العراقية واضحة ومثيرة للإشكال، فالرسائل المخفية خلف انعزال الذكاء الاصطناعي وسلطاته المتزايدة هي أكثر غموضًا بكثير.

فعندما يُعتمد على الأنظمة الآلية لحل المسائل الأكاديمية بدلا من المقاربات الإنسانية التقليدية يمكن مراقبة تحوّل جذري نوعيًا للقيم التعليمة والمعايير الأخلاقية المصاحبة لعصرنا الحالي.

فعبر هذا الزخم التصاعدي للاستثمار الرقمي واسع النطاق بات يستحق التأمل العميق لمسارات مسقط رأس حضاري وأبعاد مكاسبه وآفاق مستقبل أبنائها كمستهلكين لهذه الأدوات الحديثة.

ومن الجدير بالذكر أنه بموازاة تحديث طرق تقديم المعلومة وإنجاز خدمات التدريس يأتي جهد تثبيت الأسس المعرفية والقيم الأصيلة للجيل الجديد حاضراً وفي وقت لاحق عند طرحه اجتماعيًا ضمن بيئته الطبيعية خارج نطاق البرامج البرمجية.

وبالتالي فإن توازن المؤسسة التربوية بين مرونة تكنولوجيتها واستمرارية توريث روح تراث الأمّة جانب مهم لا تغفل عنه سياسة أي دولة طامحة لبناء مجتمع علماني وعادل بحق.

وفي النهاية وليس انتهاء للنقيضتين سابق ذكرهما إلا بقضاء حكم يفرقهما ويجمع شملهما وفق رؤية تستشعر رهافة نخوة الإنسان وتمسكه بخيوط الغرزة الأولى المؤدية لدروب معرفته بلا زوال ولا إفلاس!

#نسبيا #ميليشيا #والمخصص #أمرا

1 تبصرے