الترابط بين الأزمات: من فقدان المحاصيل إلى عدم الكفاية العاطفية

مع ظهور التأثيرات الجسيمة للاحتباس الحراري، والتي تضر بالمحاصيل وتؤدي إلى أزمات غذائية، يُسلط الضوء أيضاً على الجانب الذي غالبًا ما يتم تجاهله - الصحة النفسية والعاطفية للأفراد الذين يواجهون هذه الظروف.

عندما تصبح المناظر الطبيعية مهددة، ومصادر رزق أسلافهم معرضة للخطر، يمكن أن ينتج عن ذلك اضطراب نفسي وعزلة اجتماعية.

العلاقة الوثيقة بين تغير المناخ والصحة العقلية تبدو وكأنها حلقة مفرغة غير قابلة لكسرها.

ومع زيادة أعداد النازحين بسبب الفيضانات وموجات الجفاف، سيكون هناك ضرورة متزايدة لدعم نفسهم عاطفياً وفي تأمين احتياجاتهم الأساسية.

وفي الوقت نفسه، تُظهِر ثورات التكنولوجيا الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي أهميتها في إدارة مواردنا وحفظها؛ لكن هل تمت دراسة تأثير الانقطاع المفاجئ لهذا التطور التكنولوجي على سلامتنا العاطفية والفردية بقدر اهتمامنا بنظيره البيئي? في ظل التحول الرقمي الحالي، بات من المهم الاعتراف بالتجاوُفِ النفسي المرتبط باستخدام هذه الأدوات الإلكترونية المتجددة باستمرار.

إذا كان هدفنا هو تحقيق "إنسانية مُثلى"، فلابد لنا حينئذٍ من التفكير فيما إذا كانت تلك الوسائل فعلاً ستصل بنا إليها بالفعل أم أنها سوف تنقلب ضد ذاتها بإبعادها الإنسان عن ذاته وخلق شعور بالعزلة الداخلية والخارجية سوياً!

بالعودة لأصول الإسلام وغرس قيمه داخل مجتمع متحضر تكنولوجياً، نحاول إبقاء توازن جميل بين تقانة اليوم وقيم القدامى - فالامتداد للمعارف القديمة والمعارف المستحدثة سيضمن فساحتنا مكان ثابت وسط دهشة العالم المتغيِّر دوماً.

.

.

ولا ننسَ الدور الريادي للتربية الاجتماعية والإرشادات الروحية في مساعدتنا أثناء سفريتنا طوال الحياة بحثاً عن حياة سعيدة وصيانة بيئيه وسليمة لمن خلفنا جميعاً !