### هل يتبعك المستقبل لأنك فقدت بياناتك؟
فكروا في هذه الحقيقة المرعبة: عندما تشارك خصوصيتك، تتخلى عن أجزاء من شخصيتك.
فكر في كل التطبيقات والخدمات التي نستخدمها يوميًا—كل تفضيلاتنا الشخصية، سعادة مزارعنا، حتى أسرار قلوبنا.
هل فكرتم في من يحتفظ بهذه المعلومات؟
يأخذ عالم الأجهزة القابلة للارتداء مثلاً قياسًا دقيقًا لنشاطك—لكن هل نحسب تكلفة الصحة التي يُعاد صياغتها إلى بيانات للمراقبين المجهولين؟
يبدو أن استخدام خطوطنا في الساعة هو مشروع نحت، حيث يتم تشكيل شخصية إلكترونية لدينا من قبلها—قادرة على التنبؤ بفعالياتنا وأوسارنا.
في البيئة الرقمية، يصبح المشرعون خيطًا ضائعًا في منشورات الأخبار—غالبًا ما يتلألأ مؤقتًا ولكنه لا يمكن احتواءه.
إذا كانت الحوافز الإعلامية تفضل الجديد على الرقي، فما هو جيل سيشهد التاريخ يُكتب في نسخة قابلة للحذف؟
لنكن صادقين: تكنولوجيا 2004 كانت مرعبة بما فيه الكفاية، والتكنولوجيا اليوم أسرع حتى من خطوات قلبك.
فكروا—أنت تمشي في عالم يُخزن في ذاكرة معدنية، حيث كل لحظة تُجبر على التقاسم بغض النظر عن رغباتك.
في قلب هذه الحقيقة الصادمة يسكن الأخذ.
أواجه شعورًا مستمرًا وقد لا يكون خطيرًا بشكل كافٍ ليكون نبوءة.
نحن في عصر يتفاوض فيه الشباب على حدود المسؤولية، مع رقصات غامضة تُجرى من قبل المؤسسات المالية لتطبيق إجراءات أمنية—أو ربما تحت الغطاء.
هذه هي التحديدات الحقيقية: في كل مرة نضع فيها خصوصيتنا، نضع قبضًا على المستقبل.
أو ربما يجب أن نسأل—هل يتطلب ذلك حقًا استثمارنا الكامل في إدارة خصوصيتنا؟
في بحر التقدم، لدينا قارب فقط: تختار أن تشارك وتستسلم.
هذه القرارات ليست مجرد خيارات—إنها حجج في محادثة طويلة جدًا، يقودها العديد من المصالح.
أخيرًا، علينا أن نسأل: هل يتبعنا شركاؤنا الإلكترونيون لتجارب جديدة، أم أنهم مقصودون بمصيرنا؟
وعندما نفكر في ذلك، هل يأخذ المستقبل شكلاً من خلال قراراتنا اليومية؟

15 Reacties