هل يمكن لما نشاهده ونسمعه فعلاً أن يكون مجرد عرض، أم هو دبيب ضار في عقولنا؟
قد يبدو الإعلام كفن ساحر يروي لنا حكايات من تاريخ وأسطورة، ولكن هل نستطيع أن نتجاهل صوت المصالح الخفية التي تدب في كل محادثة؟
مرة انطلقت آذاننا لتسمع بأكبر فضول، وعيوننا رغبت في استيعاب أروع الصور.
إلا أنه على مر الزمن تحول هذا التفاعل الجمالي لصدى من غسيل دماغ صناعي يوجِّه قراراتنا وآراءنا.
فكيف نُرى ما لم تُرَ أحناء المجتمع ولا نُسمع طلبات الأقل حظًا؟
السوشيال ميديا، كزُهرة جميلة تُخفي في ريشها سمًّا قاتلًا.
هل نعتبرها منبرًا لصوت الحق والمنطق أم مجرد مسرح لترويج مآرب مُخفية تحاكي الحرية التي تظل غير مستغلة كاملاً؟
أحيانًا نغوص في عمق الأفلام والكتب، يروق لنا هذه المزيج من الإثارة والعاطفة.
ولكن هل تلك القصص التي نشعر بها حقًّا تُسمع أو إنما فقط تُروى؟
أتحديد لأهداف مخصصة، كجزء من برنامج لا يفك الضباب عن نظراتنا بل يغمرها في غمرة من العناصر المُختارة؟
يبدو أن ما يروى لنا قد تجول حول فكرة أن الحقائق هي ما تفضِّله وسائل الإعلام.
إلا أنه في ظل هذا التشويه المتعمد، كيف نحصل على صورة مستقيمة للأمور؟
يُرجى تفكيرًا جديًّا: هل السبيل إلى الحرية الذهنية هو في التشكيك بكل ما نسمع ونقرأ، أو ربما في بناء قدرتنا على تمييز كيف يُستخدم المحتوى لتغذية آرائنا؟
الإعلام اليوم مثل المسرح، وأنتم جمهور في حضانة عروض تجارية مصممة بدقة.
كيف نظل جادين إذا كان صوتكم يُستخدم لغراء؟
فإذا أعطينا الأولوية لحديثنا الداخلي، مسبحًا بالتشكك والاستفهام، فقد نجد في ذاتنا صوتًا يرد صدى المعلومات دون التأثير الزائف.
إذ تُعَدِّي الحقائق التي تربطها بالسياق لا السرديات التي تُبنى لتصغير أو تضخيم.
لكن هناك فجوة نستحق معرفتها: هل يمكننا فعلاً أن نستطيع التخطي خارج غسيل الدماغ المُخطط له، وأن نبني عالمًا حيث تتفوق الحرية الذهنية على الإكراه الذهني؟

13 Kommentarer