الموازنة بين العولمة والدولة: نحو نموذج شامل للاستدامة الاجتماعية والاقتصادية

بالنظر إلى تأثير العولمة المُتسارع، يُبرز الحاجة الملحة لإعادة تعريف الطرق التي تعمل بها الاقتصادات الوطنية ضمن النظام العالمي.

إن التوسع غير المقنن للربحية قصيرة الأجل، الذي يؤثر بشكل كبير على الفوارق الطبقية، يُشير بقوة إلى وجود خلل جوهري في النهج الحالي.

ويتوجب علينا الآن رسم رؤية شاملة تراعي المصالح طويلة المدى للشعوب -ليس فقط بالنسبة للأجيال القادمة ولكن أيضا لكوكب الأرض نفسه.

ويجب على الدول العربية، كجزء حاسم من شبكة العالم المعولَم، ألا تبحث فقط عن الاستقلال الوطني بل تساهم أيضًا بتعزيز منظومة عالمية أكثر عدالة ومساواة.

وهذه العملية تبدأ من داخل الدولة نفسها حيث يلزم تحسين البنية الأساسية التعليمية لتحفيز التنويع الاقتصادي وتعزيز القدرات الفكرية والثقافية اللازمة لمناقشة ومعالجة قضايانا العالمية المشتركة.

كما أنها تشجع على زيادة إنتاج موارد الطاقة النظيفة وضمان المساواة الاجتماعية من خلال سياسات اقتصادية مستدامة وحماية بيئية فعالة.

بهذا الصدد فإن عبقرية وثراء تاريخ المحاسبة، التي تمتد منذ بدايات الحضارة الإنسانية حتى عصر البيانات الإلكترونية الحديثة، تكشف لدينا أهمية ضبط مسار الأمور واتخاذ إجراءات التصحيح قبل فوات الآوان.

فهذه المهارة المهنية الأساسية تساعد الحكومات والمجتمعات المدنية على فهم مكامن الخلل والعمل باتجاه تنمية متوازنة اجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً.

وبالتالي دعونا نسعى لتمكين نهضة تقودها دولة ذات قوة داخليه وفهم عميق لقيم مجتمعاتها ولكافة الأبعاد لعلاقاتها المتعددة الاجناس والإنسانيه .

#بينما #رحلة #العام

1 التعليقات