في ضوء الرهانات العميقة للعصر الحديث، يمكن توسيع الطرح بشأن دور العلوم خارج الإطار البيئي التقليدي ليصبح شرطاً حيوياً للتطور الاجتماعي والثقافي العالمي أيضاً.

مع ظهور وانتشار الذكاء الصناعي والمعرفة المتقدمة الأخرى، أصبح من الواضح أنه بينما تقدم التكنولوجيا قدرات بشرية غير مسبوقة، فإن الفهم الأخلاقي لهذه الأدوات وصناعة القرارات التي تتعلق بها يقع على عاتق المجتمع البشري نفسه.

إذا كانت السياسة والحوكمة ستحافظان على عجلتي تطور الحضارة الحديثة، فالنهج العلمي لا يجب فقط أن يكون أساسهما - وإنما أيضًا الانسجام بين كل جوانب الحياة اليومية والفلسفات الثقافية.

هذا الأمر يدفع باتجاه فهم جديد لعلاقة الإنسان بالعالم من حوله: ليست رؤية فردية بسيطة لما "علينا فعله" ولكن رؤيتنا المشتركة والفهم التشغيلي لـ"كيف نفعل".

هذا يتطلب عدداً هائلاً من المعارف والتجارب والممارسات العملية المنتشرة عالمياً والتي يمكن الاستدلال منها وبالتالي تشكيل الخيارات الرئيسية للإنسانية جمعاء.

بهذه الطريقة، تصبح مشكلتا المياه والطقس والكوارث الطبيعية وغيرها قطعاً صغيرة ضمن اللعبة الأكبر: لعبة بقائنا كنوع ذكي يحترم ويقدر وفهمه لأرضه وقدراته الذاتية الحقيقية.

1 Comments