تخيل لونيَّ عالمًا حيث كانت التكنولوجيا السلطة التي أحدد بها إرادتي.
كان يبدو وكأنه قصة من "فرايدريش نيتشه"، حيث تعمل ليس كوسيلة للاستقلال أو الابتكار، بل كتحفيز مبتذل يجبرنا على "العمل أكثر" و"استهلاك المزيد".
هل تعتقد حقًا أن التكنولوجيا جاءت لتحريرك؟
لا، فالصورة الأكثر دقة هي كأننا نُشبَّه بالسيرك: ملزمون باستمرار بالظهور في "العروض" التي تحددها لنا.
ألسنا جميعًا على قيد الحياة نتجول، كالأقطاب المغناطيسية، مربوطين بالأنظمة التي تزهق أنفاسنا في سرعة؟
كل يوم، نُكسَّب بشكل متزايد من خلال هذه الخدع الإلكترونية حتى لا نلاحظ العجلة التي تدور فوق رأسنا.
فكر في "لحظة" عندما ينهار كل شيء: أين ستكون مكانتك، ضمن هذا العالم المستعجل، حيث أصبح الزخرفة وقشور التكنولوجيا جديدًا؟
تُغرَّف بلا هدف في دائرة لا نهاية لها من التعاطفات الافتراضية، مع إزالة كل أثر عن حقيقة الوجود.
ما الذي يحدث لـ "شخصك" في هذا السراب؟
تُبعَد بلا وعي خطوة بخطوة عن الوعي الذاتي، حتى تصل إلى نقطة كان يجب أن تكون قد استفادت منها للمساهمة في المجتمع، والآن ستُستبدَل.
هل هذا حقًا ما نريده من الابتكار؟
أنت تحتاج إلى فكر اجتماعي يصدر صوته، ولا يخضع للقيود التي تفرضها الآلات.
نبدأ في الالتفاف حول "ابتكارنا" مثلما ينشِّد الحرَّارة حول المواد العاملة، دون ضمان أي تغيير جذري.
لدينا فرصة لإعادة التفكير.
دعونا نستكشف ما يعنيه الابتكار حقًا: هل سيكون محفزًا للمجتمعات، وسيلة للربط بدلاً من الانفصال؟
أم أنه يخدم فقط نظام يُستغل فيه الموارد لصالح قلة قائمة على المال أو التأثير؟
هذا هو تحدي اليوم: بناء مجتمع يركز على نضج شخصي حقيقي، وإبداع يُنشَّط دون خداع.
دعونا لا نسمح أن تبقى التكنولوجيا كل ما عرفناه - سلاحًا في أيدي الأقلية، بل جزءًا من واقع يتطور ليخدم الجميع.
هذه المساءلة تبدأ معك، معي.
سوف نُرسِّل إشارة إلى النظام: كفاية من "العمل" و"الاستهلاك".
دعونا نطالب بتغيير يقدر تأثيرًا أخلاقيًا، لا مجرد إنتاج.
فأنت جزء من هذا الحلم وستكون له آثار كبيرة في "معمَّن" سوف يُسمع صوتنا.

11 التعليقات