المساواة والحتمية الرقمية: تحديث للعصر الجديد

الثورة الرقمية لم تُغير مجرد الطريقة التي نتفاعل بها؛ لقد ابتكرت واقعاً جديداً يحتاج إعادة صياغته الأخلاقية والاجتماعية.

لن نتناقش مجدداً فيما إذا كان الذكاء الاصطناعي سوف يأخذ وظائف بشرية — لأن هذا يحدث الآن.

لكن السؤال الأكثر جوهرية هو: لمن ستكون هذه الثروة الجديدة، وهل يمكن لنا جميعاً المشاركة فيها?

الفجوة التقنية بين غني وفقير تشبه هرم تنافسي يصعب تسلق درجاته.

بينما الطبقة المغنية تستثمر بلا اعتذار في الذكاء الاصطناعي وتتبنى التحولات التكنولوجية, الكثير من الناس - خاصة في المناطق النائية والمجتمعات المهمشة - يحاولون اللحاق ببساطة من أجل الوصول إلى الإنترنت.

من المعقول أن طرح أسئلة مثل:"ما هي حقوق العامل في ظل تقنيات تعمل ذاتياً?"أو"كيف تضمن الحكومات توزيع عدل لتلك المنافع الرقمية?" بدلاً من التركيز على ما إذا كنا نخوض حواراً سطحيًا أم عميقًا بشأن القيم والثقافة.

بالإضافة لهذا، يجب النظر أيضاً في تأثير الثورة الرقمية على الهوية الشخصية والعلاقة البشريّة.

هل نحن نشهد ظهور نوع جديد من الاستغلال - استغلال البيانات والإنسانية نفسها لأجل الربح؟

لننشئ إذن حركة حوار تشغلية تتحدى الحكومات والشركات والأفراد للتحرك خارج دائرة التصريح والاستماع للمضي قدمًا نحو التنفيذ.

لنبدأ بإعداد قوانين ضد جمع وحفظ واستخدام بيانات المواطنين بشكل غير قانوني ومتلاعب بالمصلحة الخاصة للشركات الكبرى.

كما يجب إنتاج مواد تعليمية شاملة تساعد الجميع فهم واحتضان فوائد ومخاطر الحياة الرقمية.

دعونا لا نفكر فقط في كيفية التأكد من وجودنا كجزء من المستقبل الذي نصنعه ولكن أيضا تأمين العدالة والمعايير الأخلاقية داخل هذا المستقبل.

ربما وقت التساؤل ليس فقط عن ماهو ممكن ولكنه عن ما هو أخلاقي وما ينبغي القيام به لتحقيق مجتمع أكثر تكاملاً وعادلاً رقميًا.