النظام العالمي الحالي ليس فقط عن القيود المفروضة تحت ستار الحرية؛ إنه أيضا نظام يقوم بتوزيع ثمار التكنولوجيا غير متساوٍ.

بينما يتجه العالم نحو تبني السيارات الكهربائية بهدف خفض انبعاثات الكربون، يجب أن لا نغفل عن التأثير الاجتماعي والبيئي للتعدين الواسع للمواد الخام اللازمة لهذه الصناعة الجديدَّة.

إن تركيزنا على التغييرات التقنية يجب أن يتزامن مع إجراء نقاش صادق بشأن مدى فعالية النظام الاقتصادي وصناعته لمنع وإعادة توزيع العبء الناجم عن مثل تلك التحولات الجذرية.

بالانتقال إلى مساحة مختلفة قليلاً، تُظهر التجربة الإسلامية العالمية تحديًا مشابهًا عندما تتعلق بالتسامح والقومية في عصرنا الحديث.

نفس حجج الاختلاف حول ما يعبر عنه الإسلام حرفيًا مقابل كيف يتم تنفيذ التعاليم في الحياة اليومية ينطبق أيضًا عند النظر في السلامة الإيكولوجية.

كل تقدم تكنولوجي يأتي بثمن اجتماعي وبيئي يجب حسابُه وتقييمه بمسؤولية، حتى لو كانت الرؤية طويلة المدى غالبًا ما تبدو مُبهجة.

المطلب الأساسي إذن هو الفهم العميق للعلاقة المُتسلسلة بين حرمان الإنسان والحفاظ على البيئة.

أي خطوة للأمام تجاه واحد منها تأخذ معنا عميقًا داخل الآخر ويمكن أن تؤثر عليه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وهذا يعني ضرورة وجود مراعاة شاملة لكل جوانب التغيير قبل اتخاذ القرار، خاصة وأن بعض "الحلول" الشائعة قد تصبح في نفسها جزءٌ من المشكلة الأكثر شمولية والتي نواجهها كتجمع بشري وكوكب أرضی واحِد.

1 التعليقات