بالانتقال الآن إلى مساحة أكثر حميمية من البحث الذاتي، بينما يصور الشعر البدوي والشعر الحديث بتلميع نزار قباني العالم الخارجي بقوته وجماله، هناك حاجة ملحة لاستكشاف كيف يُمكن للسرد الشخصي - كتلك الموجودة في "مذكرات قبو"—والرصد العلمي، رغم اختلافهما الواضح، أن يشكلا معاً مدخلا للتحقق من النفس والوعي الاجتماعي الأوسع.

يتيح لنا رصد الظواهر البيئية والعالم الطبيعي كما فعل أبو ذؤيب الهذلي عندما وصَف صمت الأسد، وكذلك الولوج في التأثيرات الإقليمية والثقافية التي عكستها الأدغال الأندلسية، رؤية واضحة للكيفية التي تستطيع بها الدراسات الموضوعية الأجنبية أن تضيء جوانب مهملة من وجودنا البشري.

العلم، باكتشافاته الثاقبة وقدرته على التحليل الوظيفي للمشاكل المعقدة، جنبا إلى جنب مع فنون الفكر واستخدام اللغة المؤثر —مثل تلك التي قدمتها أعمال نزار قباني— قد يوفر شرحا شاملا لكيفية ارتباط إنسانيتنا ببعضها البعض وبمجتمعاتها المختلفة بيولوجيا وثقافياً .

إذاً، بينما نسعى لفهم التنوع البشري والمعارف العالمية ، ربما لا ينقصنا فقط المزيد من الانغماس فى دراسة العلوم وحفظ تراثنا الثقافي ؛ لكن أيضا الاعتراف بأن منظور واحد غير كافى لفهم كامل لما يعني أن يكون المرء بشرى .

ومن ثمَّ، إذا ما سعينا حقاً لإحداث تغيير مُستدام اجتماعياً واقتصادياً، فلا يكفى التركيزعلى جانب واحداًفقط ; فالجهود مشتركة ومترابطةٌ ويمكن لكل مجال منها أن يغذي ويعزّز الأخرى حين تعمل سوياً باقتناع وإخلاص.

#لتحقيق #المتكافئة #موجودة

1 التعليقات