في ظل الإثارة المتزايدة بشأن مستقبل التعليم الرقمي، يجب أن نعترف أيضا بالضرورة لحماية "المكتسب الثقافي"، وهو المصطلح الذي يشير إلى الروابط المجتمعية الأساسية والتقاليد القيّمة وغيرها من جوانب الهوية الثقافية التي تعتبر ضرورية للحياة البشريّة.

قد توفر منصات التعلم الإلكترونية إمكانية الوصول العالمية والتعلم الشخصي، لكن ينبغي لنا ألّا نخسر عمق وتنوع الخبرة البشرية في العملية.

تُعَدُّ الفنون والحرف اليدوية والشعر والاختلاط الاجتماعي وجلسات القراءة الصامتة والجلسات الدراسية ضمن مجموعة صغيرة أمثلة رائعة لكيفية إيصال تجارب ذات مغزى تحترم تراثنا الثقافي وتعزيز اندماج الطلاب داخل مجتمع مدرستهم وبناء شعور بالانتماء لهم.

ومن الضروري التفكير فيما إذا كان بإمكان تقنية اليوم تكرار تجارب لا حدود لها كهذه حيث يُتاح للمتعلمين اكتساب المعرفة والمهارات ولعب الأدوار وفي نفس الوقت إنشاء روابط ثقافية وغرس الشعور بقيمة الذات ضمن بيئة غير رقمية.

إن رفض السعي لاستبدال كل جانب من الحياة باستخدام التكنولوجيا يعد أمرًا حيويًا للحفاظ على ديناميكية الطبيعة البشرية وخلق نظام تعليمي شامل ودافئ وذو معنى يستمر في ترسيخ جذوره في الحيوية البشرية المشتركة.

1 Yorumlar