نقد لطرح النقاش: مكامن الخلل في التركيز الضيق على الجانب التكنولوجي للحوسبة العربية الرقمية

في حين أن التعرض للتقنيات الرقمية أصبح مطلباً أساسياً لدعم صعود التجارة الإلكترونية في العالم العربي، إلا أنه من غير الدقيق اعتبارها الحل الوحيد لكل مشاكلها.

إن تركيز نقاشكم الأخير يبدو مقتصراً إلى حد كبير على الجوانب التكنولوجية والإلكترونية، بينما يغفل النظر بعناية كافية لعوامل أخرى ذات تأثير عظيم.

فالقدرة على الوصول إلى تكنولوجيا الهاتف المتحرك والإنترنت لا تضمن سوى خطوة أولى نحو توسيع قطاع التجارة الإلكترونية.

إنها تنطلق من افتراض خاطئ بأن جميع أفراد المجتمع يمكنهم المساهمة بنشاط فيها، بما يتجاوز المستويات الحالية للاستخدام الحالي لهاتين الأداتين.

كما يُغيب هذا النهج أيضاً أهمية بناء ثقافة تسوق إلكتروني شاملة تشمل الأفراد الأكبر سنًا والقرويين ومن هم أقل قدرة financially.

بالإضافة إلى ذلك، ركزتم كثيراُعلى فرص اللغة المشتركة والثقافات الموحدة باعتبارها قوة دافعة رئيسية.

وعلى الرغم من أنها نقطة بداية مفيدة، فهي تبسيط شديد لما يحدث بالفعل.

فاللغة وحدها لا تكشف بدقة مدى اختلاف احتياجات ورغبات المستهلكين العرب عبر مناطق جغرافية مختلفة ولغات محلية متنوعة ومستويات ثقافية مختلفة.

وأخيراً، يتجاهل نهجكم علانية التأثيرات الاجتماعية-الاقتصادية الأعمق للتوجه نحو اقتصاد رقمي قائم على التجارة الإلكترونية.

تُستبعد الاعتبارات المرتبطة بفقدان الوظائف وقضايا العدالة الإقليمية وعلاقات القوى الجديدة الناشئة أثناء انتقال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs) إلى عالم جديد عبر الإنترنت.

ويتطلب تحقيق نمو شامل وفائدة عامة دراسة معمقة لكيفية دعم القطاع الرسمي الجديد وهيكليته بصورة تضمن عدم تفاقم المشاكل الموجودة حاليًا وتحويلها لشرائح سكانية محددة داخل المجتمع الكبير ذاته.

باختصار، يجب إعادة التفاوض حول كيفية تصميم سياسات واستراتيجيات مدعومة بالأبحاث وبناءً على فهم أفضل للسياقات المختلفة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل إنتاج نظام رقمي فعال وهادف وداعم لحياة الناس اليومية عوضاً عن مجرد زيادة معدلات الاستثمار الرقمي وحده دون مراعاة لهواجس المواطن العربي العامة وظروفه الخاصة والتي تؤثر بقوة عليه نفسياً واجتماعياً واقتصادياً قبل كل شيء آخر.

#المشترياتli #الناجع #تقدما #سرقة #أمر

17 Kommentarer