التاريخ إعادة سرد، العدالة نداء دائم

غالباً ما نرفع شخصيات تاريخية على أنها "أبطال"، لكن هل يُظهر التاريخ الحقيقة الكاملة لعوالمهم الصارخة وأفعالهم المؤلمة؟

إن سرد الأحداث عبر عدسة مفتوحة للعين يمكن أن يكشف عن واقع أكثر تشابكا.

ربما ليست كل الأعمال البطولية بريئة كالصور الرسمية التي رسمتها لنا؛ قد يكون بعضها رايات مغلفة بمآسينا الخاصة.

المطلوب الآن ليست إعادة كتابتنا للقواعد، وإنما فهم شامل لأصوات لا تُسمع — أصوات الذين كانوا ضحية الطموح والشجاعة.

وقد يؤدي تقديم منظور متنوع وتقديم آراء مختلفة إلى ثقب الثقافات المتجذرة بقوة داخل قلوبنا وعقولنا.

وبذلك، نتعامل مع تراثنا بطريقة تتجاوز عبادة الشخصيات إلى إدراك المعرفة البشرية المعقدة.

فلندع الأصوات الناطقة باسم الاستبداد والحرب تستريح جانبًا، ولنحاول عوضا عنها الاحتفاء بهوية الإنسانية العامة.

وهذا يعني تقدير اشتباكات الماضي بتساؤلات ورؤية شاملة وتحليل نقدي لهيكل السلطة والنظام السياسي.

فهذا النهج يساعدنا في النظر إلى خلف تلك الأقنعة المكبرة لفكرة "الشجاعة الوطنية"، مما يسمح لنا بكشف طبقة أخرى من الواقع الذي يدعو إلى التفكير مليّا ويطلب التحسين الذاتي.

بالعودة إلى منظومة مجتمعاتنا الحديثة، يبدو أن العديد يستسلمون لرغبات اجتماعية مبنية على عدم الراحة والاستقرار الظاهري والتعلق بالقوالب المفاهيمية المغلفة بالنصائح البديهية للأجيال السابقة.

ومع ذلك، فإن هذه التعريفات الزائدة للشروط الاجتماعية وحصر الحلول المطروحة تحت مظلة واحدة لن يقودانا للمنشود أبداً.

فلنرغب بشدة تغييراً صادقاً يفجر حالة اللاحدود ويعيد تعريف سماجتنا نحو رؤية جديدة تسمح لكل فرد بالعيش بحرية مطلقة بعيدا عن куча من القيود المتخيَلت والتي تضغط بنا باستمرار نحو الهاوية السوداوية لعدم اليقين!

.

أما فيما يتصل بسياساتها الملزمة بالتحكم بالإبداعات الجديدة ، فتبرز ضرورة ملحة تتمثل في تزويد المساهمين (أو حتى أولئك الذين يرغبون بنشر أفكار ابتكارية) بحلول قابلة للتحويل وقادرة على التأقلم وفق ظروف متغيرة ديناميكية-.

فلا ينبغي اعتبارها كموجهات هادفة تعمل فقط باتجاه واحد ثابت وثابت طوال الوقت ؛ لأن العالم حي ولا يخلو أبعاده الحيوية من تغيرات جوهرية تحدث دوماً– لذا وجب التنبيه أنه عند استخدام أي نوع من أنواع الضوابط التشغيل ، فعليك ألّا تصنع بيئة خانقة تخنق مبادرات مبتكرة وكأنها نصبٌ جائر –فحياة الإنسان تحتاج للسماحة وليس للغِيَه !

.

ختاما : دعونا نخوض رحلة البحث عن الذات الداخلية واستيعاب أهميتها بالموازاة لما يحدث خارجياً ، وهكذا فقط بوسعنا تحقيق توازن نفسي يعكس مدى سلامة منظورنا لبناء

1 commentaires