الفجوات المعرفية في التسليم الطبي والأطر الثقافية: درسٌ من التجربة البرازيلية-السعودية

على الرغم من نجاح كاسيو—حارس المرمى البرازيلي الذي يتحدث عن انصهاره بسلاسة ضمن ثقافة بريدة النابضة بالحياة خلال الشهر الفضيل، فإن هذا الانصهار المثري يبقى محدوداً بمعرفة محدودة بتفاصيل فريدة من نوعها لكل مجتمع تقيمه فيه.

على غرار فهم كرة القدم —أن يكون اللاعب ماهراً لكنّه يفقد الإتقان عندما يأتي الأمر بالتكتيكات الغامضة– فإن التعامل مع الاختلافات الثقافية له جوانبه المعقدة والمجهولة أيضًا.

إذا كان علينا توسيع دائرة "البحث" خارج أرض الملعب ونحن نسعى لفهم أفضل للعوامل الثقافية المتداخلة داخل البيئات الجديدة؛ فقد نلاحظ وجود فراغات معرفية لدى البعض فيما يخص التزامات دينية واجتماعية وروحية للمجتمع المضيف.

وهذا الرأي ليس انتقادياً وإنما محفِزُ جدلٍ حول قيمة حرص الوافدين وشباب الغرباء على إدراك أبعاد النظام الاجتماعي الجديد -الأكثر شمولاً بكثير مقارنة بفهم فن اللعبة-.

رغم أنّ الشعراء الأعظم وصفوا قوة الرسائل المُنقولّة عبر الترجمة، إلا أنها تبقى عرضة لتفسير خاطئ إن لم تكن صادقة ودقيقة بما يكفي لاستيعاب العمق الروحي والخلفية الثقافية للفكرة الأصلية.

وبالتالي، كيف يمكن لنا تحقيق توازن مهيب يغلف مسؤوليتنا تجاه تنمية الاحترام المتبادل بين الناس بينما نحافظ أيضاً –بموازٍ لذلك– على قبول اختلاف وجهات النظر؟

هل هناك طرق فعالة لتثقيف سكان منطقة واحدة بخبرة أخرى بلا خسائر تسبب بها عدم الوضوح أو سوء تقدير للهوية الخاصة بنا؟

إنها حقائق جغرافية ومعلومات ومعايير اجتماعية يتم تعديلها باستمرار ويتغير معناها مع الزمن والسكان الذين يسكنونه.

.

.

فلنحذر إذَن!

فالاختلافات الثقافية ليست فقط مساحة خصبة للاستفسار وانفتاح الذهن بل也是 ملعب محفوف بمخلوقات مجهولة المصدر والتي ربما تلتهم الخطوط العريضة لدينا إذا ما تركناها دون رقابة أو تدريب مناسب قبل المغامرة فيها.

#والمحلية #خلال #وإفريقيا

1 Comments