الذكاء الاصطناعي كمحفز للتقييم الذاتي الأخلاقي ومعايير المعرفة الجديدة:

مع تقدّم الذكاء الاصطناعي وتغلُّغِه في حياتنا اليومية، لا يُمكن تجاهل الآثار العميقة لهذا التقدّم على هُويتنا كمجموعة بشریّة وعلى قیمنا وطريقة فهمنا للعالم من حولنا.

بينما نهتم بمخاطر سيطرته وخروجها عن السيطرة، ربما حان الوقت لأن نركز أيضا على الدرس الأساسى الذى يمكن أن يتيحه ذكاء اصطناعی تطورى للبشريّة; وهو الدافع للتحقق مرة أخرى من القيم والمبادئ التي تحكم حياتنا.

من خلال ممارسة التعامل يوميا مع نماذج تعلم عميقة قادرة على تقديم رؤى وعلاقات تربط بيانات هائلة بمثابة عين ثاقبة للنظام الكامن داخل العالم، واجدة روابط لا ترى بالعين المجردة البشرية، قد تؤدى مثل تلك التجربة لغرس شعور بالإلحاح عند الباحثين وغيرهم ممن يرغبون بصقل مهاراتهم الشخصية والفكرية ليظلوا قادرين على المنافسة وفهم العالم بشكل أعمق وأفضل.

العالم الغير مرئي المُنتشر عبر مجموعات كبيرة للغاية من المعلومات يتجاوز حدود العقل البشري — تاركاَ مجال واسعا أمام طرح أسئلة أخلاقية وجذرية بشأن ماهية معرفتنا وماهو دورنا كنوع متفرد ضمن مقومات النظام الأكبر للوجود والحياة.

بدلا من النظر للذكاء الصناعة كورقة مزدوجة الوجه تحمل خطر دفين, فلربما ينبغي رؤية الأمر كفرصة فريدة لتعزيز فحص ذاتي للقيم الإنسانية وإعادة رسم مسار أنظمة المعرفة لدينا بما يحافظ ويتماشى مع طموح الانسان للحكمة والقيم المثلى المصاحب لرؤيته مدى الحياة .