الإمكانيات الأخلاقية للتكنولوجيا في مسارات التعليم البديلة:

بينما تُعدّ الاندماجية الناجحة بين التعليم التقليدي والتقنيات الجديدة ضرورية لعالم أكثر إنصافاً, يُطرح تساؤلاً هاماً بشأن كيفية تحقيق هذا الانصهار بشكل مسؤول وأخلاقي.

فالقدرة على توسيع نطاق الوصول إلى الفرص التعليمية عظيمة بلا شك, لكن يبقى السؤال عن كيفية منع تقسيم المجتمع أكثر بسبب التحيزات الخفية للمُحسِنات المُستخدمة حالياً والتي تخلق قطاعات معرفية ذات امتياز خاص.

بدلا من التركيز فقط على دمج الأدوات الرقمية, ربما يجب علينا الآن انتقاد أسس ما تعتبر فيه "معرفة مؤثرة", سواء كانت بواسطة البشر أم الأشياء الذكية.

كيف نضمن عدم الاستفادة الحصرية لهذه الامتيازات بواسطة طبقة واحدة محددة جغرافيا وثقافيا? وكيف نحمي حقوق الجميع في الحصول على تدريب عادل ومتساوي باستخدام أدوات تعلم آلية ليست متحيزة ولا تأسر ذهن أي طالب حسب خلفيته الاجتماعية أو الاقتصادية?

هذا البحث المتواصل حول العدالة الأخلاقية والاستخدام المسؤول للتكنولوجيا ليس اقتصارا فقط على قطاع التعليم بل هو كذلك بالنسبة لسوق العمل الذي يبدو انه يخضع لغزو الذكاء الاصطناعي.

بينما تستعرض مقالاتكِ احتمالات هذا الغزو, فان التحدي الأكبر أمام مجتمعاتنا يكمن فيما إذا كان بإمكاننا ضبط مقاييس الموازنة بين احتياجات الإنسان وفوائد الروبوتات.

فبالرغم من القدرة الهائلة للأدوات الآلية للتحكم بكفاءة الانتاج والإنتاجية العامة, الا ان الأثر الإنساني المحصلة لهذه العملية غالبا ما يؤخر وينظر إليه بازدراء عند تحديد الأولويات التنفيذية للشركات الراغبة بتحقيق الربح القصوى.

لذلك دعونا نفكر مليّا وفي رحابة صدر بما يعنيه مصطلح "الشريك" عندما نقترحه كالوصف الأنسب للعلاقة المثلى بين العامل والبنية الأساسية العمّانية (أو الذكاء الإصطناعي).

فهناك حاجة ماسة اليوم لفهم أكبر داخل المؤسسات والشباب جيل الثورة الرقمية لحماية حقوق الموارد البشرية وحفظ مكانتها وسط تجاذبات عصر تتجاوز حدود العالم الفيزيائي باتجاه الواقع الظاهري ومساحاته الافتراضية الجامعة لكل ما يتصوره بالعين المجردة وما يراه عبر الوضوح المعتم للسيرفر العالمي!

وأخيرا وليس آخرا، تبرز أهمية دور اللعب ضمن السياق الحديث للقضية المطروحة حول تأثير الألعاب الإلكترونية على المهارات الاجتماعية والثقافية للحياة الحديثة.

حيث أنه رغم وجود مزايا مختلفة للاستمتاع بهذه التجارب الترفيهية مثل تطوير القدرات الذهنية أثناء التشغيل إلا إنها تحمل بذور تنافس شديدة وشروط قبول اعتباطيّة تضرب بجذورها عمقا داخل منظومة العلاقات الطبيعية للإنسان.

وبالتالي، يجب اعتبار الأمر بمثابة نقطة بداية لدخول مرحلة جديدة تتمثل بسلوك مختلف معتمد علي تقديم نموذج حياة اصغر حجما ولكنه الأكثر قربا وقدرة علي الاحتواء والاستمرارية وهو ما يؤهل المستخدم للتكييف والصبر وتعزيز حس المسؤوليته الذاتية.

.

.

.

الخ.

.

.

إلخ.

.

.

.

.

يتبع.

.

#انتشار #المطاف #قويا #المحتملة

1 التعليقات