التحدي الثلاثي: التوازن بين الثبات الثقافي والفائدة الرقمية، ثقة البيانات في زمن الذكاء الصناعي، والتقنية كمغير للمناهج.

يتطلب عصرنا توازنًا مُعقدًا.

في حين أن العالم رقمي متصل يشجع على التواصل والثورة في مختلف المجالات، فهو أيضاً يتحدى الهويات الثقافية ويمسّ بحساسيتها.

إن السياسات الوطنية والقوانين الفعالة ضرورية للحفاظ على الجمال والأصالة العربية في مواجهة الموج الغربي للعولمة.

بالإضافة إلى ذلك، يتعين علينا رسم الحدود الواضحة لمبادئ الأخلاق واحترام خصوصيتنا الشخصية وسط طوفان التكنولوجيا المتنامي.

لا يمكن اعتبار الذكاء الصناعي مساوياً للطبيب أو النفس البشري الكامل، وإنما يجب دمجه كنظام دعم إضافي.

هذا التكامل سوف يسمح لكل طرف بالتخصص فيما يتميز فيه – الإنسانية والعطف مقابل السرعة والدقة في جمع ومعالجة البيانات.

أما بالنسبة لتطبيق التكنولوجيا في قطاع التعليم، فلْنتجاوز حدود "الدراسة عن بعد" وفق الشكل التقليدي.

دعونا نسمح للتكنولوجيا بأن تلهم طريقة تفكيرنا بشكل جذري وتزرع روح التعاطف والتفكير الناقد بغرض حل المشاكل الفريدة المحيطة بكل مجتمع محلي.

ومن ثم، ربما وجب إدراج دورات برمجة في جميع المستويات الدراسية تحت عنوانٍ عام: "السلاسل الحاسوبية".

فهذه الخطوة ليست مجرد تأهيل لفئة تضيق فرص عملها باستمرار بل هي تصعيد مؤثر للنظم التربوية كي تستطيع احتضان الطاقات الخلاقة للشباب الذين سيديرون شركاتهم الذاتية ذات يوم—الأعمال التجارية الإلكترونية وغيرها كثير مما تتوقعونه!

.

لكن قبل كل شيء آخر، فلنحذر من براثن محور واحد تغذيّه وسائل الإعلام المنتشرة والتي تدفع باتجاه الاعتماد المطلق على آلات الأشغال اليدوية عوضاًعن الوجه البشري الحقيقي المؤثر والذي يعد مفتاح التنمية المستدامة لأمتنا وشعبها.

1 Komentari