الترابط بين أزمة المياه والاستغلال الاقتصادي للعوالم العربية: البحث عن توازن مستدام ثقافياً واقتصادياً

مع ارتفاع الطلب العالمي على الموارد الطبيعية - خاصة المياه - وجدت البلدان العربية نفسها تتعامل مع تحديين جوهريين: افتقار الماء وصراع الحفاظ على الهوية الثقافية وسط موجات هائلة من العولمة.

يتجاوز الارتباط هنا ببساطة مشاركتين منفصلتين لأزمات مختلفة.

بدلاً من ذلك، تتقاطع هاتان الظاهرتان تحديداً حيث تقوم بعض السياسات والممارسات التجارية الأجنبية بتوسيع آفاقها باتجاه الأسواق الناشئة مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)، مما يؤدي إلى زيادة الاعتماد الاقتصادي ولكن أيضًا تخفيض قيمة التراث المحلي والثقافة الفردية وفقدانه شيئاً فشيئاً.

ومن المؤكد أنه لا يمكن اعتبار هذه الدينامية فقط تهديدا للموارد المالية ولكنه also يشكل خطرًا وجوديًا للبيئات الاجتماعية والعادات القائمة أصلا.

لذا فالأسئلة الآن ملحة: كيف سنوازن بين الاحتياجات الملحة للحفاظ على الأمن الغذائي والحماية البيئية - بما فيها إدارة مستقبلية لمياه الشرب والأنظمة الإيكولوجية - جنبا إلى جانب الدفاع الذاتي ضد الاحتلال التجاري للهويات الوطنية وأنظمة القيم المتوارثة تاريخيا والتي تشكل جوهر الشعوب الأصلية؟

تشير الحلول التفاضلية لهذا اللغز المركب بالفعل إلى مجالات عدة تحتاج للتكاتف والتنظيم داخل البلد الواحد وفي مجال العلاقات الدولية أيضا: الابتكار التقني للسقي وخفض خسائر المياه وكذا إعادة التدوير لكل الأنواع المؤدية لإنتاج منتوج ذي نوعية أفضل اقتصاديا واجتماعيا؛ التنسيق بين الدول ذات الوحدة التاريخية والنفس الجغرافية السياسية لما يفوق المصالح الذاتية ويصب بالنفع العام؛ الحملات الإعلامية التعليمية الجمهور العامة لغرس روح المسؤولية الوطنية والدينية والقيم الأخلاقية الداعية للاستدامة وإقامة نظام حيادي لمنظومة دولية عادلة تساهم بإحقاق العدالة الاجتماعية وتمكين نساء وشباب المنطقة من لعب أدوار مؤثرة في صنع قرارتهم الخاصة بهم بكل حرية وثقة.

#الاقتصادية #للإدارة

1 Kommentarer