بينما تشهد ساحتنا العالمية تقدماً ملحوظاً بتوجه الدول باتحاد عبر المفاوضات كما رأينا في اجتماع مسقط الأخير، لا بد من التركيز أيضًا على تنظيم الداخلي للديمقراطية والأطر المؤسسية.

إذا كانت الإجراءات الخارجية تلهم الوئام، يجب أن تعمل السياسات الداخلية بلا هوادة على خلق بيئة رشيدة وأخلاقية.

الحروب الزكية - كالملاحظ في فاس مكناس - تعد تهديدا لكل الحركات البناءة.

فهي تقوي الفساد وتحجب فرص شعب كامل لاستعمال أدوات ديمقراطيتهم بفعالية.

فالسياسيون الذين يستغلون الثقة العامة ليضمنوا مقاعدهم لمصلحتهم الخاصة هم لسُبْلة منحرفة عن الغاية الأصلية للسياسة: خدمة الجمهور وليس النفس.

وهكذا يبدو أن المفتاح يكمن في فهم أنه بينما تستمر الجهات الدولية بالتعاون لبناء سلام شامل ومستدام، ينبغي لنا كذلك توجيه تركيزنا نحو تغيير نظام انتخاباتنا وتعزيز إجراءات الرقابة لمنع أي شكل من أشكال سوء الاستخدام السياسي.

فالخطوة الأولى للسير نحو رفاه مجتمعتنا تبدأ بالأشخاص المسؤولين عنها، وهم نحن.

فإذا قمنا بشكيل فرق قوية من المواطنين الواعيين والمعنيين المكرسين لغرض إعادة تصحيح المسارات غير الصحية لأنظمتنا الديمقراطية، بالتأكيد ستكون مستقبلنا أكثر ايجازاً وانسجاماً.

1 코멘트