الرحلة نحو العدالة الرقمية: ضمان عدم ترك أحد خلف الركب أثناء تطور الذكاء الاصطناعي والتعليم عن بعد.

مع ظهور الذكاء الاصطناعي كمحور مهيمن للتغيير في مكان العمل وتطبيق التعليم عن بعد كمفهوم رئيسي للتعليم، يُطرح سؤال جوهري: كيف يمكننا التأكد من أن التحولات الطموحة لا تغذي فجوات غير متوازنة جديدَّةٌ داخل المجتمعات عبر العالم؟

بينما تشهد المساحات الكبيرة الانتقال السلس إلى البيئات الرقمية والمعرفة الخوارزمية، هناك خطر حقيقي بأن تضيع المناطق المهمشة والحواف الاجتماعية الأخرى ضمن هذا التوجه الجديد.

وهو ما يستوجب الأخذ بمبادرة جريئة لضمان تحقيق "العدالة الرقمية" – أي تقديم نفس فرص الوصول للجميع إلى البيانات، المعلومات، والتطبيقات المرتبطة بالتكنولوجيا الجديدة.

يبرز دور التعليم الرائد هنا.

ومن الضروري أن تقوم المدارس الحالية والمستقبلية بتزويد طلابها بالأدوات الأساسية والفهم العميق للمجالات الناشئة للحوسبة والأتمتة.

وهذا سيساعد الطلاب في دخول سوق العمل المستقبلي بكفاءة عالية وطلاقة رقمية مطلوبة للغاية.

لكن مهمتنا تمتد أبعد من مجرد تزويد الأطفال بالمناهج الدراسية القائمة على الكمبيوتر.

ويجب علينا أيضًا تثقيف المجتمع الواسع بشأن أهمية وفوائد التعاون بين الإنسان وروبوتاته (AI)، والتي يمكن أن تحقق مكاسب مذهلة في مختلف القطاعات إذا تم استخدامها بشكل مسؤول وعادل.

ولذلك، فإن الطريق أمامنا محفوف بالتحديات والإمكانيات الهائلة.

وللحاق بركب هذه الموجة المضطربة، يجب علينا رفع مستوى جهودنا لبناء نظام بيئي شامل يساهم فيه كل فرد وفق تخصصه سواء كان معلمًا ذكيًا قادرًا على فهم احتياجات طلبته ومتغيرات عصره، أو رائد أعمال مبتكر يصمم حلولا رقميّة توفر الحلول المناسبة للعالم المتغير.

وبإخلاص واحد لهذه الأولوية، سوف ندير المحركات نحو توطيد الأرض الأكثر ضماناً للسكان الأكبر سنا والأكثر هشاشة لدينا.

أما إن اهملنا تلك المسؤوليات المصيريه فلنواجه تداعيات وخيمتها حين يفوت الأوان لذلك التصحيح.