في عالم يتغير بسرعة، حيث يُدار رحلتنا نحو مستقبل مستنير من قبل أطراف لها رؤى خاصة وأجندات تجارية، كيف نضمن بقاء العلم غير مشروط؟
هل تحولت المكتبة التي توسَّع في عرض روحها إلى سوق مُزدحمة تتخذ قرارات حول أي من كنوز المعرفة يستحق الانشراء؟
كل يوم، نجلس في صفوف المدارس والجامعات لنطلب على عتبة الأمل، فهل نستلم الحقيقة بروح طاهرة أو باطلاً مُضافًا لخدمة المصالح الربحية؟
وإذا كانت اكتشافاتنا تُستعار، فمن يحق له حق التأليف بتاريخ جديد؟
يرفض التاريخ أن يغفل عن الحقائق، ولكن ماذا لو اختار قلبُ زماننا تركها غامضة، خفية تحت سجاد المصالح؟
هل نستطيع التعود على فكرة أن العلم، بدلاً من أن يكون مُعطى لنّا، أصبح جزءًا من سلسلة التجارة المتجولة؟
يُظهر هذا القفز إلى عالم الملكية والربح كيف يُعدّ الأطفال أو الخريجين للانضمام إلى بيئة تنافسية، مهتمة أكثر بزيادة القيمة على الاستثمارات المعرفية.
هل يُعدّون أعضاء جديدين في نظام حيث تصبح الحقائق مهدرجة، والإبداع مُكافأة لمن يستطيع دفع ثمنه؟
في هذه الساعة المتوترة، من المهم أن نعيد تحديد معاييرنا وقيمنا.
فالمستقبل يكشف عن صورة غامضة حيث قد تسود الغرائز الأساسية والرغبات المادية على مهارات التفكير النقدي والاحترام للعلم.
إذًا، كيف نوجِّه بحثنا العلمي؟
هل سنسمح له أن يستمر في جوهره الأصيل، دون أن تُلتقط روحه من قبل أيدي مشغولة بالفائدة المادية؟
هذه فترة تساؤل وإعادة التفكير.
نحتاج إلى انتباه لضمان أن عصور الإنارة التي ننشدها لن تُستعبد بأغراض قد تضل مسار البحث والابتكار عن طرقها المستقلة.
فالمعرفة هي خيرٌ يجب ألا نترك استخدامه في أيدي لها رؤى سوى تجارية، بل يجب أن تظل حرّة ومُثرى كافور الحقيقة.
هذا المساءلة ضروري لنضمن جزيرة من العلم خالدة في قلوبنا وتاريخنا، حيث تكون المعرفة مَهْرَجَانًا نشِّر بلا احتكار أو تقييد.

13 Kommentarer