تعتبر دراسة الغلاف الجوي للأرض جانبًا حيويًا لفهم نظامنا البيئي بشكل أفضل وكيف يؤثر النشاط البشري عليه. يمكن تقسيم غلاف الأرض الجوي إلى عدة طبقات رئيسية كل منها لها خصائص فريدة تؤثر في الأحداث اليومية وبنية الحياة على سطح الكوكب. تبدأ هذه الرحلة بالطبقة السفلى وهي التروبوسفير التي تتراوح ارتفاعاتها بين 7-20 كيلومتر فوق مستوى البحر اعتمادا على خطوط العرض. هنا تحدث معظم الظواهر الجوية مثل الثلوج والأمطار والعواصف الرعدية بسبب وجود الماء والجليد الدافئ والحرارة المتنوعة مما يسمح بحدوث العمليات الفيزيائية والكيميائية المختلفة.
في الأعلى قليلاً تجد الطبقة الثانية والتي تسمى الستراتوسفير تمتاز بهدوء نسبياً مع عدم وجود نشاطات جيولوجية ملحوظة باستثناء انتشار بعض المواد الضارة كالأوزون الذي يلعب دوراً حيوياً باعتباره حاجزا ضده الأشعة الفوق بنفسجية القادمة من الشمس. يلي ذلك طبقة الميزوسفير ذات درجات الحرارة المنخفضة جداً (-93°C) والتي تعتبر المكان الأمثل لمراقبة الشفق القطبي نتيجة لتفاعلات الجزيئات المشحونة مع المجالات المغناطيسية لكوكبنا.
ومن ثم يأتي الأمرانوسفير والتينوسفير وهما مناطقان ذوات كثافة أقل بكثير ولكن دورهما غير مهم بالنسبة للحياة البشرية بشكل مباشر بينما يركز البحث العلمي حاليا حول التأثير المحتمل للتغيرات فيهما على النظام المناخي العالمي والتغيرات المناخية المستقبلية المرتبطة بها. أخيرا وليس آخرا يقبع الجزء الخارجي للغلاف الجوي المعروف باسم اكزوسفير حيث ترتفع حتى مئة ألف كيلومتر وينتهي بالتدريجي عندما تقل قوة جاذبية الأرض ولا تستطيع الاحتفاظ بجزيئات الوقود المعدني الطبيعية الموجودة هناك.
وعلى الرغم من اختلاف سمك وتكوين كل طبقة إلا أن جميعها تعمل مجتمعة لحماية حياة الإنسان ووجوده على سطح الكرة الأرضية وعليه يجب علينا كبشر مسؤوليتنا تجاه فهم ومعرفة المزيد حول تلك التعقيدات الجميلة لغلافنا الجوي وحفظ توازن بيئتنا حسب قدر استطاعتنا.