في حوار بارز تبادل فيه رشيد الصالحي وغيره من المتفكرون آراء متعددة حول دور التكنولوجيا في التعليم، انعكست في هذا النقاش تباينات رؤى كبرى. يطرح الموضوع إذا كانت التكنولوجيا مجرد أداة محايدة، أم انها أصبحت وسيلة للهيمنة من خلال الشركات الرقمية التي تسعى إلى بيع "أدوات" التعليم.

آراء مختلفة حول دور التكنولوجيا

في محاولة لفهم هذا النقاش المثير، بدأ فريد الديب بالإشارة إلى أن تصنيف التكنولوجيا كـ"أداة محايدة" غير دقيق تمامًا. يعتقد أن التكنولوجيا، في الواقع، قادرة على تشكيل نظام تعليمي يخدم الأهداف المحددة من قبل طرف مسيطر. ومع ذلك، لا ينحصر دورها في هذا المجال فقط؛ إذ تتمتع بإمكانات كبرى في توجيه التعليم نحو أهداف إيجابية مثل الابتكار والإبداع. ينادي فريد باستخدام التكنولوجيا لصالح التطور الشامل في المجالات التعليمية.

التساؤل حول نوايا الشركات الرقمية

وفي رد على فريد الديب، أعرب ثابت البصري عن شكوكه الجلية بخصوص نوايا الشركات الرقمية في التعامل مع قطاع التعليم. يرى ثابت أن هذه الشركات تسعى بالأساس إلى استغلال المعلومات الخاصة بالطلاب وبيع حلول مدفوعة قد لا تقدم فائدة تعليمية حقيقية. يتساءل عن كيفية احتمال التركيز على القيم المادية من قبل هذه الشركات مع إهمال أهداف التعليم الأعلى.

خلاصة النقاش

تبرز في نقاش رشيد الصالحي وغيره، صورة متعددة المستويات للتكنولوجيا التعليمية. من جهة، هي فرصة لإضافة قيم جديدة للتعليم تحتفل بها بعض الأفراد مثل فريد الديب. ومن جهة أخرى، يشير ثابت البصري إلى التحديات والمخاطر المرتبطة باستغلال هذه التكنولوجيا لأغراض تجارية. بشكل عام، يظل الموضوع مفتوحًا للجدل حول ما إذا كانت التكنولوجيا ستستمر في أن تكون رافدة للابتكار في التعليم، أم أنها ستبقى وسيلة للتحكم والهيمنة من قِبَل الأطراف المصلحية.