في عالم اليوم الرقمي الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية, بدأت الدراسات تتزايد حول التأثيرات المحتملة للتكنولوجيا على صحتنا الذهنية والعقلية. هذه القضية معقدة ومتشابكة؛ التكنولوجيا يمكن أن تقدم فوائد مثل تحسين الوصول إلى الدعم النفسي عبر الإنترنت، ولكن أيضا لها جوانب سلبية محتملة بما في ذلك زيادة الضغط والقلق والإدمان.
تقدم الباحثون حالياً نظرة متعمقة لهذه العلاقات المعقدة لتوفير فهم أفضل لكيفية تأثير التقنيات المختلفة (مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية، والتطبيقات الصحية) على الصحة النفسية للأفراد. العديد من الدراسات تشير إلى وجود رابط قوي بين الاستخدام الزائد للتقنية والاضطراب العقلي، خاصة لدى الشباب. ومع ذلك، هناك أيضاً أدلة على أن استخدام بعض الأدوات التكنولوجية قد يعزز الصحة النفسية عندما يتم استخدامه بشكل مسؤول وبالتوازن الصحيح.
على سبيل المثال، تتيح تطبيقات العلاج الرقمي للمستخدمين تلقي جلسات علاج افتراضية، مما يوفر طريقة أكثر ملاءمة ومريحة للحصول على المساعدة النفسية. بالإضافة إلى ذلك، توفر بعض التطبيبهات رقما تقنيات تساعد الأفراد على إدارة مشاعرهم وتخفيف التوتر.
ومع ذلك، فإن الجانب السلبي واضح أيضًا. فقد وجدت الدراسات ارتباطاً بين وقت الشاشة الطويل وزيادة مستويات الاكتئاب والقلق. كذلك، أثارت ألعاب الفيديو والمحتوى العنيف المخاوف بشأن تأثيراته السلبية على الوظائف الإدراكية والسلوك العدواني عند الأطفال والشباب.
لذا، يُشدد الحاجة إلى تحقيق توازن صحي لاستخدام التكنولوجيا بحيث يستفيد الفرد منها بطريقة تعزز صحته النفسية وليس تضر بها. يجب التشجيع على النشاط البدني غير المرتبط بالتكنولوجيا والحفاظ على حدود واضحة أثناء التعامل مع الأجهزة الإلكترونية لتحقيق توازن صحي وحماية الصحة النفسية.
وفي الأخير، يتعين علينا العمل جنباً إلى جنب مع الخبراء العلميين لفهم كيفية تطوير حلول تكنولوجية تدعم وتحسن الصحة النفسية بدلاً من إلحاق ضررا بها.