تُعتبر مسيرة تطور الذكاء الصنعي (AI) واحدة من الأكثر إثارة وانتظاراً في عالم العلوم والتكنولوجيا الحديثة. بدأت هذه الرحلة بمفهوم بسيط وهو محاكاة القدرات البشرية مثل التفكير والحكم. يعود الفضل بشكل كبير للفيزيائي الأمريكي الشهير آلان تورينج الذي طرح مفهوم اختبار تورينغ عام 1950 والذي يستخدم حتى اليوم لتقييم قدرات النماذج القائمة على تعلم الآلات.
في الستينيات والسبعينيات, شهد العالم تطورات هائلة مع ظهور أول أنظمة الخبير ونموذج بيرسيفورن البسيط للتعلّم العميق. ومع ذلك, لم يكن الأمر سهلاً دائماً؛ فقد واجه مجال الذكاء الاصطناعي فترة تعرف بـ "شتاء الذكاء الاصطناعي", والتي كانت نتيجة لانخفاض التمويل الحكومي وعدم تحقيق توقعات كبيرة خلال تلك الفترة.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين, شهدنا نهضة جديدة بالذكاء الاصطناعي بسبب توفر البيانات الضخمة وقوة الحوسبة المتزايدة باستمرار. أدوات التعلم الآلي التي تعتمد على الشبكات العصبونية اصبحت قادرة الآن على القيام بمهام متعددة بما فيها التعرف على الصور والنطق والكلام، بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ قرارات بناءً على مجموعة واسعة من المدخلات.
اليوم, تتجه تقنية الذكاء الاصطناعي نحو الاستخدام الشائع في مختلف القطاعات - سواء كان ذلك في الرعاية الصحية، التعليم, الأعمال التجارية او وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير مما يقدم حلول مبتكرة للمشاكل المعقدة وتحسين تجربة المستخدم النهائية. لكن رغم كل هذه الإنجازات, يجب علينا مواصلة البحث والدراسة حول الجانبين الأخلاقي والقانوني المرتبطين بذكاء الإنسان والصناع. إن المستقبل الواعد تماما للذكاء الاصطناعي يكمن في فهمنا الحالي لهذا المجال وكيف يمكن توجيهه بعناية لتحقيق الخير للإنسانية جمعاء.