في شهر رمضان المبارك، تتعدد الفرص للتوبة والاستغفار والصلاح، ولكن هناك واجباً مهماً لا ينفصل عن روحانية هذا الشهر الكريم، وهو الإحسان إلى الوالدين. يشجع الإسلام بشدة على البرّ بالإباء ورعايتهم، حتى عندما تكون هنالك خلافات حول المصروفات المنزلية.
الحكم الشرعي واضح وصريح: يجب احترام ومراعاة حقوق والدينا، بغض النظر عن الظروف المالية الشخصية. وهذا الأمر ليس قاصراً فقط خلال شهر رمضان، وإنما في جميع أيام السنة. القرآن الكريم والسنة النبوية تؤكد على أهمية بر الوالدين وضرورة تقديم لهم الاحترام والكرم. يقول الله سبحانه وتعالى: "وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلّا تَعۡبُدُوا۟ إِلَّا إِيَّاهُۥ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنࣱ" (الإسراء: 23).
من المهم فهم أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، ولكنه أيضاً طريقة لتحقيق التقوى والخوف من الله تعالى. أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على أن الكثيرين يصومون بلا نتيجة سوى الشعور بالجوع والعطش. لذا، ينبغي استخدام شهر رمضان كمناسبة لتجديد العهد مع الله ومع الوالدين.
إذا كنت تواجه مشاكل مع والديك بشأن المصاريف، حاول التفاهم والحوار بكل هدوء وحكمة. اشرح وضعك الحالي دون تحميل الآخرين مسؤوليات زائدة. إن كانت لديك القدرة، قدم مساعدتك لهم إذا كانوا يحتاجون إليها. توقيت شهر الخير مناسب جداً لإظهار هذه الأعمال الكريمة. وفي نفس الوقت، استغل الفترة الزمنية لهذه الدعوة القوية للاستغفار والتوبة كي تساهم بشكل أكبر في رفع منزلتك الروحية أثناء أدائك لفرائض الدين.
في النهاية، اعلم بأن باب العطاء مفتوح دائماً أمام المؤمنين خاصة حين يأتي منهم الصدقات لأهلهم وفق الحديث الشريف الذي جاء فيه: "(إبدأ بمن تعول)". بارك الله بك وستكون الجزاء من جنس العمل بإذن الله.