في قلب كل بيئة حية يوجد مجتمع من الكائنات الحية التي غالبًا ما نعتبرها غير مرئية – وهي الكائنات المجهرية أو ما يعرف بالأحياء الدقيقة. هذه الكائنات الصغيرة هي جزء أساسي من النظم البيئية العالمية، وتلعب دوراً هاماً في العديد من العمليات الطبيعية مثل التحلل والتطاير وحتى صحة الإنسان نفسه.
الأحياء الدقيقة تتضمن البكتيريا، الفطريات، الطلائعيات (البروتست)، والأركيا (الحياة القديمة). رغم حجمها الصغير، إلا أنها تتمتع بقدرة مذهلة على التأثير على العالم من حولنا بشكل كبير.
تُعتبر البكتيريا واحدة من أكثر الأنواع انتشاراً بين جميع الأحياء الدقيقة. بعض منها مفيدة جدا لنا، كالتلك الموجودة في الجهاز الهضمي الذي يساعدنا في عملية هضم الطعام. ولكن هناك أيضاً أنواع مضرة قد تسبب الأمراض.
الفطريات أيضا تلعب دورًا مهمًا للغاية. فهي ليست فقط مصدر الغذاء، بل هي أيضًا المسؤولة عن تفاعلات الأرض مع الكربون. بدون الفطريات، لن يكون لدينا الكثير من الخشب لأنها مسؤولة جزئيًا عن تحلل النباتات الميتة مما يوفر العناصر الغذائية للتربة.
الطلائعيات هي مجموعة واسعة ومتنوعة تشمل الأعشاب البحرية الضخمة والكائنات أحادية الخلية مثل الدينوفلاجيلات التي تعتبر أساس الشبكة الغذائية في العديد من البيئات المائية.
أخيرا وليس آخرا، الأركيا هي نوع متطرف قادر على العيش في ظروف قاسية بما في ذلك المناطق ذات درجة الحرارة المرتفعة والمواد الكيميائية القاسية. إنها توفر رؤى ثمينة حول كيفية تطور الحياة وكيف يمكن أن تكون موجودة حتى خارج الأرض.
إن استكشاف عالم الأحياء الدقيقة ليس مجرد دراسة لتاريخ الحياةevolution of life وإنما يشكل جزءاً أساسياً لفهم وصيانة الصحة العامة والنظام البيئي العالمي.