في مسألة استخدام المأموم للمصحف خلال صلاة التراويح خلف الإمام، يُشدد العلماء على أهمية الخشوع والاستماع الكامل لصوت الإمام. وفقًا للسنة النبوية وللدلالة القرآنية، يجب على المؤمن التركيز خلال الصلاة والتفاعل معها بشكل فعّال.
يوضح الشيخ ابن باز -رحمه الله- أن أفضل إجراء للمأموم في صلاة التراويح هو الامتناع عن حمل المصحف وتخصيص انتباهه للقراءة التي يؤديها الإمام. فهو يقترح وضع اليد اليمنى فوق اليسرى وثباتهما أمام الصدر، مما يعكس الطمأنينة والخضوع المتوقعان في هذه اللحظة الروحية الدينية. وهذا الأمر ليس فقط ملائماً لأداء الشعائر الإسلامية بل أيضاً يمنع أي تشويش داخلي قد يحدث بسبب الرجوع إلى صفحات المصحف المختلفة بحثاً عن آيات معينة.
وفي حين يمكن للأفراد الذين يتمتعون بالعلم تحديد مكان النصوص التي يقوم بإمامتها حالياً، إلا أن الشيخ ابن باز يدعو إلى تجنب مثل هذه التصرفات حيث أنها يمكن أن تؤثر سلباً على روحانية المناسبة. بالإضافة لذلك، هناك مخاطر محتملة للحصول على معلومات خاطئة نتيجة الخطأ المحتمل لدى الشخص الواحد والذي يقوم بتوجيه الآخرين نحو نفس الاتجاه. بالتالي، من الأنسب ترك الأمور كما هي وتلبية الوعد الرباني بالحضور الفعلي وإنشاء جو مليء بالعشق الصادق والقرب من القداسة.
وبالتالي، بينما يكون حمل المصحف أمر مقبول ضمن ظروف محددة كمساعدة الإمام مثلاً، فإن التشجيع العام هو توجيه كامل الانتباه والصلاة بكل خشوع وطاعة لداعي الدين الإسلامي الحنيف.