في حديث شريف نبوي رواه البخاري ومسلم، وصف الرسول صلى الله عليه وسلم حالة رجلين يعذبان في قبورهما، موضحاً سبب عذابهما. حيث ذكر أن أحدهما لم يكن يحترم نفسه ولا يحمي جسده من الملامسة غير المحترمة لبوله، بينما الثاني كان ينقل الشائعات والأخبار المغرضة التي تؤذي الناس وتمزق روابط المجتمع.
وعندما سُئلت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السبب الدقيق لعذابهما، أجاب: نعم، إن أحدهما لم يأخذ الاحتياطات اللازمة ضد بولِه، مما أدى إلى تعرض جسمه لها بشكل مباشر ومتكرر. وهذا مثال واضح على أهمية التعامل بنظافة واحترام للجسد وفق تعاليم الإسلام.
وفي حين تضمنت روايات متعددة لهذا الحديث اختلاف في صياغة الفعل المستخدم للتعبير عن هذه الحالة ("استستر"، "استنز" أو "استبرأ")، إلا أن معناها جميعها متطابقة وتشير إلى عدم اتخاذ تدابير وقائية أو احترازية لحماية الجسم من ملامسة البول. فالاستتار، والاستبراء، والتنزه كلها تحمل مضموناً مشتركاً يتمثل في تجنب الاتصال المباشر بالبول والتأكد من تنظيف المنطقة المصابة به بما يكفل حفظ الصحة والعفة.
هذه التفاصيل ليست فقط مسألة نظافة شخصية؛ بل هي جزء مهم من التدين والإسلام العام. فقد أكد علماء الدين مثل النووي والحافظ ابن حجر والصنعاني على عمومية هذا الأمر وأن ترك الاحتياطات الوقائية قد يكون عاملاً مؤثراً في عقوبات الحياة الأخرى حسب العقيدة الإسلامية. بالإضافة لذلك، قدم هؤلاء العلماء تفسيرات تساعد على فهم واستيعاب كافة جوانب هذا الجزء الغامض غالبًا في حياة البشر. وهكذا، فإن احترام الذات وحماية النفس من الأمور الضارة تعد واجباً دينياً وإنسانيا.
