يحمل حديث "ليلة الإسراء والمعراج"، الذي يعد أحد أهم المواقف في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مكانة خاصة في قلوب المسلمين بسبب عظمتها ودلالاتها الروحية العميقة. ولكن عندما يتعلق الأمر بالاحتفال بهذه الليلة تحديداً، يجب التعامل بحذر شديد بناءً على التقاليد الإسلامية.
بحسب علماء الدين الإسلامي مثل الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه-، فإن تاريخ حدوث الإسراء والمعراج لم يتم تحديده بشكل واضح في النصوص الدينية الثابتة. وهذا يعني أنه لا يوجد دليل قاطع يشير إلى أنها حدثت في الخامس والعشرين أو السابع والعشرين من شهر رجب. وبالتالي، فإن الاحتفال بهذا اليوم بعينه يحمل طابع بداعي وليس له أساس شرعي.
الأدلة الشرعية تحث المسلمون بشدة على تجنب أي ابتكارات أو تعديلات (بدع) في العقيدة أو الشعائر الدينية. النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه حذر من المخاطر المرتبطة بالأفعال الجديدة التي لم تكن جزءاً من التدين الأصيل للإسلام. فالكتاب المقدس الكريم والسنة النبوية الكريمة هما المصدر الوحيدان للشريعة الإسلامية الكاملة والكاملة بلا نقصان كما جاء في القرآن الكريم: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة:3).
هذا النهج المستنير ضد البدع يهدف للحفاظ على سلامة الدين ونقاءه، ويعكس الاحترام العميق لديننا الذي اكتماله من رب العالمين. بالتالي، فإن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بطريقة منظمة هي اعتقاد خاطئ وتعدٍّ على الوحدة والتجانس الذي يدعو إليه الله تعالى.
علينا كمؤمنين أن نتذكر دائماً أن هدفنا الأساسي كمسلمين هو اتباع الطريق المحفوظ المتبع الذي رسمه لنا سيد البشرية صلى الله عليه وسلم، وعدم الانجرار خلف التجارب الشخصية أو الثقافية الغامضة المحتملة والتي يمكن اعتبارها تدخلات بشرية غير مرغوبة في شؤون الدين.