يتناول هذا النقاش سؤالًا حاسمًا: هل من المنطق أن نواصل بناء مستقبلنا على أسس متغيرة في عالم يُفترض أنه ثابت؟ يطرح سندس القفصي، كاتب الموضوع، هذا السؤال كمنطلق لمناقشة حول طبيعة التغيير و قدرة البشر على التحكم فيه.

الموقف الأول: التكيف كقوة

عزيزة الرفاعي تنظر إلى "البناء على أسس متحركة" على أنه مظهر من مظاهر التكيف، قوة تميز المجتمعات المتحضرة. تؤكد عزيزة أن التطور المستمر، في عصرنا الذي يميزه التغير السريع للبيئة، التكنولوجيا والأفكار، يعزز قدرتنا على إعادة التصميم للحفاظ على الحياة. تشبه خيول "الحرية" التي تقود إلى عشب ثابت، بتقلبات "المستقبل" التي يجب الاستيعاب بذكاء وفاعلية، بدلًا من الانكفاء أمامه.

الموقف الثاني: التغيير كتهديد

مرح الغريسي، على الرغم من اعترافها بجمال فكرة التكيف والابتكار، تذهب إلى أبعد من ذلك وتسأله عما إذا كانت تلك التطورات هي التي تقودنا إلى عدم الاستقرار. تعبر عن مخاوف من أن نكون في دائرة "التكيف والحماس" دون التفكير في العواقب طويلة الأمد، وأن تكون التحولات "مرغمة أو غير قابلة للتصور بشأن المخاطر".

الموقف الثالث: توجيه التغيير

منصف التلمساني يطرح وجهة نظر تهدف إلى إيجاد حل وسط. يوافق على أن التطورات التي نُبني عليها قد تؤدي إلى فوضى، لكنه يؤكد على قدرة البشر على "توجيهها". ينصح بالوعي والمسؤولية في التعامل مع التغيير، ويرى اللامبالاة هي المسار الذي يوصلنا إلى "الفناء"، وليس التغيير نفسه.